مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

هايكو ماس: أوروبا بحاجة إلى شجاعة وطموح وإرادة بناءة في سياستها الخارجية!

13.06.2018 - مقال

تحتاج أوروبا إلى شراكة متوازنة جديدة مع الولايات المتحدة، حسب قول وزير الخارجية الألماني. "يجب أن يكون ردنا المشترك على" أمريكا أولاً" اليوم هو:" أوروبا المتحدة!"

شراكة متوازنة جديدة مع الولايات المتحدة، تحالف شديد المتانة مع فرنسا وسياسة جديدة تجاه شرق أوروبا: في خطابه في برلين بوستبانهوف قدم وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس اقتراحات لسياسة خارجية أوروبية جديدة، حيث دعا إلى وطنية أوروبية جديدة وشجاعة للعمل المشترك حتى تتمكن أوروبا من مواجهة التحديات العالمية بنجاح، كما وجه نداء مؤداه: "أوروبا المتحدة! توجد حاجة إليها في الوضع الحالي للعالم أكثر من ذي قبل".

السياسة الخارجية الأوروبية
تحتاج أوروبا إلى شراكة متوازنة جديدة مع الولايات المتحدة، حسب قول وزير الخارجية الألماني. "يجب أن يكون ردنا المشترك على" أمريكا أولاً" اليوم هو:" أوروبا المتحدة!"
على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال أقرب شريك لألمانيا خارج الاتحاد الأوروبي، إلا أنه يتعين على المرء أن يُعيد توجيه دفة الشراكة عبر الأطلسية. يجب التركيز على التعاون حيث تكون قيم ومصالح الجانبين متوازنة، إذ يجب وضع الثقل الأوروبي حيث يتراجع دور الولايات المتحدة، ويجب خلق ثقل مضاد يتمتع بالثقة الذاتية حيث تضع الولايات المتحدة بشكل هجومي قيم ومصالح أوروبا موضع تساؤل. أول اختبار لهذا النهج هو الاتفاق النووي مع إيران.
في الوقت نفسه دعا ماس إلى تحالف شديد القوة مع فرنسا. نحن لا نريد أن نظهر وكأننا معلمون ولكن بالأحرى كمشجعين يرمون بعزم إلى الدفع بأوروبا إلى الأمام، والتعاون بشكل أكثر شمولاً في قضايا الاقتصاد والمال والطاقة والأمن. " بهذه الطريقة فقط يمكننا الاقتراب من الهدف المتمثل في استقلال استراتيجي أكبر لأوروبا."
كما أدلى وزير الخارجية برأيه فيما يخص سياسة شرقية أوروبية جديدة، إذ يجب من ناحية أن يبرز طرقاً جديدة للتعاون مع روسيا، ولكن يقدم من ناحية أخرى عروضاً لبلدان مثل جورجيا وأوكرانيا مع مراعاة مصالح جميع الأوروبيين.

من أجل مزيد من الوحدة والتعاطف

أوروبا بحاجة إلى شجاعة وطموح وإرادة سياسية خارجية
أوروبا بحاجة إلى شجاعة وطموح وإرادة سياسية خارجية© Auswärtiges Amt
قال ماس: "إذا لم تقم أوروبا مجتمعة بالتصرف في شئونها، فهذا لن يؤدي قريباً إلا إلى إن يقوم آخرون بالتصرف في شئونها". في محيط صار يتصف بالتطرف بفعل القومية والشعبوية تنمو الحاجة الملحة لتقوم أوروبا بتوحيد طاقاتها. "إن القومية والعزلة تتغذيان على اليأس"، بحسب وزير الخارجية الألمانية. وأضاف ماس: "يجب علينا ألا نسمح اليوم لأوروبا بالانفصال إلى مجموعات وبناء حدود جديدة - يجب علينا رأب الفجوات التي دبت في اتحادنا".يتعين على ألمانيا أن تتحرك وتتعلم أن ترى أوروبا أقوى من خلال عيون الأوروبيين الآخرين. على الرغم من أن أوروبا يجب ألا تتجاهل نقاط الضعف في إرساء دولة القانون، إلا أن أسلوب التوجيه وحده الذي تقوم به برلين لايحقق سوى القليل. يجب على أوروبا أيضاً أن تجد رد فعل مقنع على التوقعات المشروعة لدى الناس في جنوب أوروبا بوجود تضامن معهم، وخاصة فيما يتعلق بمعدل البطالة المرتفع في فئة الشباب الذي ينبغي على ألمانيا ألا تتجاهله."نحن نريد أوروبا كبيرة، لا تفرق بين بلاد صغيرة وكبيرة، ولا بين المركز والضواحي"، بحسب وزير الخارجية الألمانية. لا يوجد بلد أوروبي لديه منفردا الوزن اللازم للمشاركة في صياغة العولمة. و: "فقط نقل السيادة إلى الاتحاد الأوروبي يسمح باكتساب القدرة على تشكيل هذه الوحدة، التي فُقِدَت منذ فترة طويلة على الصعيد الوطني".كما أن عضوية ألمانيا في مجلس الأمن الأممي سوف يتم صياغتها بوعي كامل بوصفها عضواً أوروبياً. وحتى يمكن فرض قدرات السياسة الخارجية الأوروبية دعا ماس إلى اتحاد أوروبي حقيقي للأمن والدفاع بوجود "فريق أوروبي للاستجابة للأزمات" بالإضافة إلى المزيد من الاستثمار في التسليح والإدارة المدنية للأزمات. كما اقترح ماس أن تلتقي جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة مرة واحدة في العام في صيغة "مجلس أمن أوروبي" قبل أن يتم إنشاء مثل هذا المجلس بصفة دائمة.

السياسة الاقتصادية وسياسةالهجرة الأوروبية
وقال ماس إنه "بفضل السوق الأوروبية الموحدة ينمو اقتصاد ألمانيا بنحو ما يزيد على 37 مليار يورو سنوياً". وبالتالي فإن الاستقرار الدائم للعملة الموحدة يأتي تماماً في المصلحة الألمانية. "الاقتصاد في الاستهلاك سمة طيبة، ولكن البخل تهديداً لوحدة وقوة أوروبا"، بحسب ماس. لقد أسفر هذا الاستقرار عن وجود ضريبة على المعاملات المالية على مستوى الاتحاد الأوروبي وضريبة رقمية، بالإضافة إلى حد أدنى أوروبي للأجور، وتقارب في ضرائب الشركات وكذا مزيد من الاستثمار في القطاع الرقمي. تساءل وزير الخارجية الألمانية: "لماذا لا نقوم بتجميع رأس المال المغامر الأوروبي، والحد من البيروقراطية وكذا خلق شبكة بين الشركات الناشئة الأوروبية؟"

أوروبا بحاجة إلى شجاعة وطموح وإرادة سياسية خارجية
أوروبا بحاجة إلى شجاعة وطموح وإرادة سياسية خارجية© Auswärtiges Amt
في المناقشة حول سياسة الهجرة واللجوء أعرب هايكو ماس عن موقفه المؤيد للحدود المفتوحة والمناهض للعجرفة الأخلاقية والداعم للتبادل المعرفة بين شركاء الاتحاد الأوروبي. ينبغي على جميع الدول الأعضاء التوقف عن استغلال الهجرة من أجل تشكيل الشعور السياسي الداخلي الرافض للاتحاد الأوروبي.


دعا وزير الخارجية إلى تبادل النقاش السياسي بدلاً من الاستقطاب، وإلى وطنية أوروبية جديدة بدلاً من الشعبوية. في النهاية ناشد ماس عديداً من المشاهدين في بوستبانهوف قائلاً:
"دعونا نتذكر الفضيلة القديمة للديمقراطية: وهي أن نختلف مع بعضنا البعض بشكل عادل! أوروبا بحاجة إلى التنافس للحصول على أفضل الأفكار. روَّج ماس لأوروبا موحدة في الداخل والخارج، لأوروبا تتقاسم الرخاء المشترك على نحو عادل وأوروبا تعزز السلام وتحمي الحرية.

مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية
الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام

المحتويات ذات الصلة

إلى أعلى الصفحة