مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

نحو أشكال جديدة للحكيّ 

كتاب تاريخ ألماني بولندي

كتاب تاريخ ألماني بولندي, © dpa

29.07.2018 - مقال

كيف تتعامل ألمانيا مع تاريخها؟ زوار من جميع الدول يقتفون آثار التاريخ الألماني في القرن العشرين.

 

المباني والغرف لها هالة تعكس تاريخها - ميرزا ميشكوفيتش مقتنع بذلك. إنه شاب من البوسنة وهو أحد الأعضاء المؤسسين ونائب مدير متحف الإبادة الجماعية في سراييفو. المتحف مؤسسة صغيرة ممولة من القطاع الخاص تستعرض معلومات عن فظائع الحرب الأهلية اليوغوسلافية. "يأتي الزائرون في كثير من الأحيان إليّ ويقولون إنهم على يقين من أن شيئاً سيئاً يحدث في هذه الغرفة أو تلك في المتحف." لا يستطيع ميشكوفيتش تأكيد ذلك، لكن بالطبع لا يستبعده. "ربما تكون مجرد شدة تأثير المعروضات التي تعكسها الغرفة."

يقف الآن بنفسه في وسط معرض له تأثير مقبض، ويترك ميشكوفيتش تأثير غرف العرض يعتمل بداخله. سافر هو و 15 مشاركًا دوليًا آخر إلى برلين ودرسدن في إطار برنامج زائري جمهورية ألمانيا الاتحادية. كان موضوع الرحلة هو التعرف على ألمانيا من خلال تاريخها في القرن العشرين. أحد محطات برنامج الزيارة: زيارة المقر السابق لوزارة أمن الدولة في برلين - ليشتنبرج، والذي تم تحويله جزئيا إلى متحف. أُعجِب مدير المتحف الشاب القادم من سراييفو، حيث قال: "يمكن للمرء مشاهدة مجموعة متنوعة من المعروضات المعدة بشكل جيد جداً. كما يجد المرء نفسه في الوقت ذاته في مسرح الأحداث ويتعرف على شيء من جو وروح جهاز السلطة المركزي في فترة الديكتاتورية."

كان جهاز السلطة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، والذي كان واضحا أيضا لزوار المعرض، حريصاً جداً على ترسيخ رواية معينة بين المواطنين – وهي تفوق النظام الاشتراكي. إن مدى قوة بعض أشكال السرد لا تزال تؤثر في كل مكان في العالم ومدى جدوى تجزئتها من خلال رؤية جديدة متعددة الأوجه كان موضوع نقاش دار مع كريستيان برانداو، الباحث في مجال الكتب المدرسية لمعهد جورج إيكرت.

 

كتاب دراسي مشترك لألمانيا وبولندا

 

تعتبر الكتب المدرسية، خاصة بالنسبة لموضوع التاريخ، أساسية لتشكيل هوية وطنية محددة، بحسب برانداو. لكن معرفة أحداث معينة غالبًا ما تختلف من بلد إلى آخر. بالنسبة لألمانيا وبولندا قام معهد جورج إيكرت بتطوير كتاب تاريخ مشترك من شأنه أن يجعل، بين أمور أخرى، هذه الاختلافات واضحة. "إذا سألت الناس في ألمانيا ، على سبيل المثال ، عن معركة تانينبرج، لن يعرف أحد تقريبًا عنها شيئاً. "بالنسبة إلى بولندا فقد كانت هذه المعركة التي وقعت في بداية القرن الخامس عشر، المعروفة باسم معركة جرونوالد، حدثًا مركزيًا لخلق الهوية: في ذلك الوقت ، وفقا للسرد ، تم النصر الحاسم على ألمانيا العدو اللدود. "قصة يعرفها كل طفل – حرفيا - في بولندا.

  وذكّر ذلك الصحفي صامويل كايودي من نيجيريا بمثال شديد التطرف من جنوب أفريقيا: "لقد كان  يُدرس في المدارس حتى أوائل التسعينيات أن البيض والسود سكنوا تلك البلاد في نفس الوقت - لذا سيكون من الخطأ بشكل أساسي الحديث عن شيء مثل الفصل العنصري".

دار الحوار بين هيرمان بارزينجر، رئيس مؤسسة التراث الثقافي البروسي والمدير المؤسس لمنتدى هومبولت، وبين مشاركين آخرين في قصر مدينة برلين الذي بُني حديثًا، عن أفريقيا، وبالتحديد عن التاريخ المشترك لألمانيا مع القارة. تعرض المنتدى، الذي تم تصميمه كمُلتقى ثقافي، مؤخراً إلى انتقادات بسبب المعرض المزمع إقامته لقطع من مجموعة المتاحف الإثنولوجية. أي شخص يعرض مثل هذه القطع، ذات الأصول الاستعمارية غير واضحة المعالم في كثير من الأحيان، سيكون عليه أن يعمل على التعاطي مع ماضيه الاستعماري بشكل أكثر اتساقًا مما عليه الحال في ألمانيا، حسب قول النقاد. وما زالت ميناكا سورورو ميبو من منظمة "برلين ما بعد الحقبة الاستعمارية" غير الحكومية تؤكد على أنه لا يوجد حتى الآن اعتذار رسمي عن جرائم ألمانيا في مستعمرتها السابقة في "جنوب غرب إفريقيا"، ناميبيا اليوم.

بشكل عام بدى كلا الطرفين في المناقشة متفقا في اهتمامهما المشترك بجعل التاريخ الاستعماري لألمانيا أكثر شفافية، وكذلك استغلال إمكانات المنتدى لتحقيق التفاهم الدولي. وقال بارزينجر: "هدفنا هو الانخراط مع دول المنشأ في حوار حول القصة المشتركة والمشوشة في بعض الأحيان، ولكن أيضا لاغتنام الفرصة للعمل على كتابة تصورات جديدة".

مصدر النص: deutschland.de

الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام

المحتويات ذات الصلة

إلى أعلى الصفحة