مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
رسالة مهمة من لاهاي
لماذا تدافع ألمانيا بحماس عن المحكمة الجنائية الدولية المثيرة للجدل؟
المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (هولندا) كانت موضع خلاف منذ المفاوضات الدبلوماسية الخاصة بتأسيسها الذي كان في 1998 في روما، ومازالت مثيرة للجدل حتى اليوم. ألمانيا تنتمي منذ البداية إلى أشد المدافعين والداعمين لها. وهذا يسري اليوم أيضا.
لماذا يحتاج العالم إلى محكمة جنائية دولية؟
كي لا تبقى الجرائم الدولية الأسوأ مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، دون عقاب، ومن أجل أن يكون ذلك رادعا للجناة المحتملين. بهذا ترسل المحكمة الجنائية الدولية رسالة قوية.
متى تتدخل المحكمة الجنائية الدولية؟
إنها لا تحل محل المحاكم الوطنية، وإنما تكمل عملها. المحكمة الجنائية الدولية تتخذ إجراءاتها فقط إذا كان البلد غير راغب أو غير قادر على ملاحقة الجريمة. ورغم أن اختصاص المحكمة القضائي يسري في مختلف أنحاء العالم، إلا أنه محدود من الناحية العملية.

وهذا يعني عدم المساواة بين الجميع أمام القانون؟
حاليا لا، لأن المحكمة الجنائية الدولية غير مقبولة حتى الآن في جميع بلدان العالم. دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا تنظر إلى المحكمة بكثير من الحذر. وقد وقعت 123 دولة على الميثاق الأساسي للمحكمة، وهذا العدد في تزايد مستمر. تعيش المحكمة مراحل تطور وبناء مستمرة. تحقيق فكرة العدالة الدولية بشكل شامل يتطلب كثير من الصبر. وحتى العشرين عاماً التي انقضت حتى الآن تعتبر قليلة بالنسبة لمثل هذا المشروع المستقبلي الكبير.
لماذا يعتبرها المعارضون لها محكمة أفريقية "استعمارية"؟
لأن عديد من قضاياها الست والعشرين حتى الآن وقعت في أفريقيا. إلا أن المحكمة كانت تنشط وتتحرك في أفريقيا باستمرار لأن الدول هناك هي التي طلبت منها التحرك. بالإضافة إلى ذلك يعبر هذا الانطباع عن فترة زمنية محدودة: حيث أن المحكمة تتحرك حاليا على سبيل المثال في موضوع الروهينجا في ميانمار.
البلدان تنسحب – ألا يشكل هذا الأمر أزمة للمحكمة الجنائية الدولية؟
لا يتم هذا جملة: بوروندي وجنوب أفريقيا وجامبيا والفيليبين أعلنوا حتى الآن عن نيتهم الانسحاب. فعليا لم تنسحب حتى الآن سوى بوروندي في خريف 2018. جنوب أفريقيا وجامبيا قامتا بتعديل قراراتهما. رغم ذلك لا مناص من القول: ضمن الأوضاع السياسية العامة الحالية، التي تزداد فيها قوة وتأثير التيارات القومية، يمكن أن تكون محكمة ICC أكثر عرضة للنقد.
وما هو موقف ودور ألمانيا في المحكمة الجنائية الدولية؟
لم يتغير أي شيء في موقف ألمانيا الداعم للمحكمة، حيث تنظر برلين إلى المحكمة على أنها التطور الطبيعي والمنطقي للمحاكم العسكرية في نورنبيرج وطوكيو. وعلى ضوء التاريخ الذاتي قامت الحكومة الألمانية الاتحادية منذ البداية بدعم تأسيس مثل هذه المؤسسة، لأنها تسد فجوة في القانون الدولي. أما كونها لا تعمل اليوم بشكل فعال وبلا نقائص، وبالطريقة المرجوة، فإن هذا لا يعتبر حجة كافية تهدد وجودها، وإنما مرآة للحقائق السياسية الواقعية. وهذه الحقائق يمكن أن تتغير أيضا. ومن وجهة النظر الألمانية، فإن هذا يزيد من أهمية أن يستمر بذل الجهود بهدوء، من أجل إلى تعزيز دور المحكمة تدريجيا.
مصدر النص: deutschland.de