مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني – يوم مصيري في التاريخ الألماني

إن يوم التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني لا يرتبط في ألمانيا بذكري سقوط سور برلين في عام 1989 فحسب، وإنما هو تذكرة أيضاً بإعلان أول جمهورية ألمانية في عام 1918 وبليلة الهجوم النازي المنظم على اليهود في عام 1938. لذلك فإن هذا اليوم لا يمثل في ألمانيا ذكريات سارة فقط، وإنما يذكِّر باللحظات المشرقة والمظلمة في التاريخ الألماني.
عندما أذيع في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 1918 أمر قيادة البحرية الألمانية بالقيام مرة أخرى بمواجهة الأسطول الانجليزي رغم الهزيمة العسكرية النهائية التي لحقت بالرايخ الألماني، رفض جنود أسطول أعالي البحار المشاركة في هذه العملية العسكرية الشائكة.
في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني وصلت الموجة الثورية إلى برلين. ونظراً لجموع المتظاهرين الغفيرة أعلن مستشار الرايخ الأمير ماكس فون بادن بشكل فردي إعفاء الامبراطور. وهذا لأنه كان يأمل أنه مازال بإمكانه من خلال هذا القرار إيقاف الانقلاب السياسي. تولى رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي فريدريش إيبرت منصب مستشار الرايخ. أراد إيبرت من خلال إجراء تعديل وزاري أن تواصل الحركة الثورية حدتها.
وفي اليوم ذاته دعا فيليب شايديمان (الحزب الديمقراطي الاجتماعي) من إحدى نوافذ مبنى الرايشستاج إلى قيام "الجمهورية الألمانية". بعد ساعات قليلة أعلن كارل ليبكنخت (الحزب الديمقراطي الاجتماعي المستقل في ألمانيا / سبارتاكوسبوند) "الجمهورية الاشتراكية الحرة" من شرفة قصر مدينة برلين.

9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1938: "ليلة الهجوم النازي المنظم على اليهود" – موجة من العنف ضد المواطنين اليهود
التمييز والإبعاد والقتل ضد اليهود كانوا من البداية أهدافاً لألمانيا النازية. تم منذ البداية تنفيذ هذه الأهداف بشكل واضح للجميع، على نحو كان من شأنه فعلياً إن يؤدي إلى مغادرة عدد يزيد على 100 ألف يهودي وطنهم حتى بداية عام 1938.
إن تزايد عملية ملاحقة اليهود وصلت إلى ذروتها ليلة التاسع إلى العاشر من نوفمبر 1938، وذلك عندما تم تدمير وحرق جميع المعابد اليهودية الأربعمائة التي كانت لا تزال متبقية في ألمانيا، كما دُنِست المقابر، ودُمِرت متاجر اليهود وشققهم.
لقي وفقاً للبيانات الرسمية نحو 100 شخص حتفهم في أثناء ليلة البلور، بينما كان العدد في واقع الأمر أكثر بشكل كبير إذا ما قام المرء بإضافة الأعداد الكبيرة من حالات الانتحار، الذي أقدم عليه اليائسون. تم القبض على حوالي 30 ألف يهودي ونقلوا إلى معسكرات الاعتقال، وأطلق سراحهم فقط عندما كانوا قادرين على تقديم وثائق الهجرة. شكلت المذبحة في الوقت نفسه بداية مرحلة الفوضى الكاملة، حيث تم بموجب القوانين والمراسيم استبعاد اليهود بالكامل من المجتمع الألماني.
كانت مذبحة 9 نوفمبر 1938 من حيث حجمها ودقة تنفيذها ظاهرة مستحدثة - إن جرائم التي ارتكبت في هذه الليلة لتنضم إلى سلسلة إجراءات الاضطهاد التي انتهت أخيراً بقتل اليهود في ألمانيا وأوروبا

.
9 نوفمبر 1989: مؤتمر صحفي يؤدي إلى سقوط الجدار
في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم اللجنة المركزية لحزب الوحدة الاشتراكي الألماني جونتر شابوفسكي، سأل صحفي عن إجراءات السفر الجديدة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية. وقال شابوفسكي في بيان قرأه على نحو خاطئ يتضمن العبارة التالية: " إن السلطات المختصة في جمهورية المانيا الديمقراطية تلقت توجيهاً بمنح تأشيرات لمغادرة دائمة فورا للبلاد دون وجود شروط لهذا الخروج الدائم“. وأضاف قائلا: „يمكن مغادرة للبلاد مغادرة دائمة عبر نقاط العبور الحدودية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية أو برلين الغربية“
ورداً على السؤال حول موعد بداية تطبيق هذه الإجراءات قال شابوفسكي „سيدخل هذا الإجراء حسب علمي.... حيز التنفيذ في الحال“. ومنذ بث هذا المؤتمر الصحفي على الهواء مباشرة في تليفزيون المانيا الشرقية توجه الآلاف من مواطني المانيا الشرقية إلى نقاط العبور الحدودية وطالبوا بفتحها.
كانت قوات الحدود في جمهورية ألمانيا الديمقراطية المتمركزة عند المعبر الحدودي في بورنهولمر أول من لبى طلبات العبور. وكانت النتيجة عقب هذا سلسلة من ردود الأفعال عند جميع المعابر الحدودية في برلين وحولها.
بعد منتصف الليل، تم فتح المعابر أيضا على الحدود الألمانية الداخلية مع الجمهورية الاتحادية. سقط الجدار بعد 28 سنة، وكانت هذه بداية نهاية انقسام المانيا وتقسيم القارة الذى دام أكثر من 40 عامًا.
مصدر النص: البرلمان الألماني
الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام بالقاهرة