مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
كيف أحدثت جيل ساندر ثورة في عالم موضة الملابس النسائية

وجدت جيل ساندر في الكشكشات وما شابها بشاعة. كمصممة أزياء لم تكن تريد فقط أن تصمم ملابس للنساء، بل تريد تعزيز ثقتهن بأنفسهن. اصبحت الآن أشهر مصممة أزياء ألمانية وهى تبلغ الآن الـ75.
لا أحد يؤيد العلامة التجارية„جيل ساندر“ بهذه القوة مثل المصممة نفسها التي تتميز بلمستها الانثوية والثقة بالنفس والطموح. تعود سمعتها الدولية ونجاحها في جميع أنحاء العالم إلى شيئين: اجتهادها الذي لا غنى عنه ورؤيتها التي شكّلت أزياءها منذ البداية.
ولدت جيل ساندر في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1943 في هيدفيجنكوج ونشأت في هامبورج في الخمسينات. كانت هايديماري جيلين المعروفة بـ „جيل “ طبقًا لتصريحاتها الخاصة تميل في طفولتها إلى تقديم نصائح عن الموضة لأصدقائها وعائلتها. بعد دراساتها هندسة النسيج في كريفيلد اكتشفت شغفها بالأقمشة القيمة عالية الجودة ،الذى جعلها تنتقل لمدة عامين الى لوس أنجلوس وعادت عام 1965 إلى هامبورج وعملت هناك كمحررة أزياء للمجلات النسائية.
الحياة المهنية في لمحة: أول بوتيك في سن 24
لم تتمكن الموضة المنتشرة في ذلك الوقت من إقناع هذه الشابة : الكثير من الزينة والكشكشات والبهرجة. في سن ال 24 أصبحت تعمل لحسابها الخاص وفتحت بوتيك أزياء في حي بوسيلدورف الأنيق في شارع ميلش شتراسة. زينت في البداية معروضاتها قطع ليست خاصة بها كانت من تصميم باريسي. وفي 1975 تمكنت من إصدار أول مجموعة خاصة بها. لم يكن النقاد متحمسين في البداية عند عرضها مجموعتها الأولى في باريس. وبعد مرور عام جعلتها موضتها التي اعتمدت فيها على مبدأ الحد الأدنى والبساطة واشتهرت تحت اسم „تسفيبل لوك“ [التي تعنى „طلة البصلة“] مشهورة عالميا.
احدثت جيل ساندر تجديدا في عالم الموضة
خلقت ساندر موضة لسيدات الأعمال العصريات التي تميزت بأقمشتها الجميلة وخطوطها الواضحة بلا بهرجة. حرصت ساندر على ان تعطى أزياءها المرأة الثقة بالنفس في سوق العمل الذي يهيمن عليه الذكور. ذكرت ساندر ذات مرة في حوار صحفي: "بالنسبة لي كان الأمر يتعلق بالشكل والوظيفة والتناسب ، لم أكن أريد أن أقوم بالتزيين فقط".
تميزت ازياء ساندر بأنها مريحة وانيقة وعالية الجودة. في هذه الأثناء لم تحاول قط أن تحاكي نمط ازياء الرجال. وفوق كل ذلك يعتبر البليزر، الذى حقق سريعا مبيعات طائلة من خلال التصميم الملائم لتفاصيل الجسم والذى يظهر القالب الأنثوي ببراعة .تفوقت موضتها التي تتسم بالبساطة والتواضع على التصاميم المرحة لديور وأرماني التي شكلت عالم الموضة في ذلك الوقت.
ملامح علامتها التجارية
لم يغلب الطابع الثوري على تصميم أزياءها فحسب بل أيضا على الطريقة التي اصدرت بها عطرها الذي تم طرحة في الأسواق في أواخر السبعينيات بالتعاون مع شركة لانكستر لمستحضرات التجميل من خلال وضع صورتها علية. لم يحدث من قبل أن قام أحد المصممين باستخدام نفسه كوسيلة للدعاية. وهذا على الرغم من التحفظ الذى تتسم به شخصية ساندر، حيث أنها تحرص على خصوصيتها ونادرا ما تقوم بمقابلات إعلامية.
ناجحة على الصعيد الدولي
انطلقت من هامبورج إلى العالم: في السنوات التالية توسعت ماركتها. افتتحت جيل ساندر فروع في نيويورك وباريس وطوكيو. وعقب ذلك اصدار مجموعتها الخاصة بأزياء الرجال، وفي عام 1989 كان بيت الأزياء واحدا من أوائل الشركات في بورصة فرانكفورت. عندما اندمجت مع برادا في عام 1999، بدا أن كل شيء كان مثاليًا. وكان يجب على الشريك الإيطالي ان يساعد في توسيع مجموعة الإكسسوارت. ومع ذلك ، بعد خمسة أشهر فقط تركت ساندر الشركة بشكل غير متوقع –إذ كانت الاختلافات كبيرة جدًا بين ساندر الهادئة الاتية من احدى مدن الهانزا والمدير التنفيذي الشغوف لشركة برادا باتريسيو بيرتيللي .
الانسحاب من الحياة العملية
أمضت ساندر بعد انسحابها الكثير من الوقت في حديقتها ، التي أحاطت مسكنها في „Gut
Ruhleben“ في مدينة بلون في ولاية شليسفيج-هولشتاين، حيث عاشت مع شريكة حياتها التي ارتبطت بها لسنوات طويلة انجيليكا مومسن. هناك وجدت الهدوء فكانت تقرأ وتذهب للتنزه . كما دأبت ساندر على حصاد الزيتون من حديقة منزلها التي تقع في جزيرة إيبيزا حيث كانت تستخدمه في صنع زيت الزيتون.
من منصة عروض الأزياء الى المتحف
وأعقب ذلك رحلات قصيرة لصناعة الأزياء. شغلت ساندر لعدة سنوات منصب مديرة قسم الإبداع في مجموعة شركات فاست فاشون اليابانية "يونيكلو". ثم عادت في وقت لاحق كمصممة رئيسة بشركة جيل ساندر ، ولكنها استقالت في عام 2013 لخدمة زوجتها التي اصيبت بالسرطان. بعد ذلك غابت جيل ساندر عن الاضواء. فقط في عام 2017 عادت ساندر الى الجمهور بمعرضها "بريزنس"[والتي تعنى "الحاضر"] في متحف الفنون التطبيقية في فرانكفورت.
مصدر النص: dw