مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

أوروبا هي الحل لجميع التحديات الكبرى في عصرنا

25.05.2019 - مقال
وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس
وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس© dpa

من حوار وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس مع الموقع الإخباري الألماني T-Online بشأن الانتخابات الأوروبية:

 ( ...)

ما هي المسئولية التى تتحملها الأحزاب الكبيرة في جعل الشعبويين اليمينيين أقوياء على الإطلاق؟

يجب أن نكون في هذا الشأن  ناقدين للذات. فعلى سبيل المثال إيطاليا: لقد تركنا إيطاليا وحدها لفترة طويلة مع قضايا اللاجئين. من المؤكد أن المناقشات التي نشأت لم تضر الشعبويين اليمينيين هناك.

ما هي المشاكل التي يجب على الاتحاد الأوروبي معالجتها أولاً بعد الانتخابات؟

سنطلق أجندة استراتيجية بعد الانتخابات مباشرة وهذا من شأنه تحديد أولويات السنوات المقبلة: الرقمنة وتغير المناخ والهجرة. بالنسبة لي تعتبر أوروبا الاجتماعية هي أيضًا واحدة من أكبر التحديات - أيضًا كدرس من الشعبوية اليمينية المتنامية. لا ينبغي أن يكون لدى الاشخاص انطباع بأن الاتحاد الأوروبي يدور حول تدفق السلع بشكل هائل وخطط الانقاذ في القطاع المصرفي والشركات الكبرى وحسب. يجب أن نبحث عن الحد الأدنى للأجور في أوروبا والمعايير المشتركة للمشاركة وحقوق العمال. إذا أردنا إثارة مشاعر جديدة لأوروبا، يجب أن يشعر بها الجميع: فيجب أن يصبح الأنسان وليس السوق هو محور عملنا المشترك.( ...)

 هل تحتاج أوروبا إلى مزيد من الشغف؟

سأضرب مثالا بنفسي. ولدت في عام 1966 ونشأت في ألمانيا الغربية. لم يكن هناك شيء مما كان يجعل حياتي تستحق العيش – مثل الديمقراطية و سيادة القانون والحقوق المدنية – كان يتعين على جيلي الكفاح  من أجل الحصول عليه في الغرب. ربما لهذا السبب أصبح بعضنا يميل إلي الراحة. لكن الآن أصبحت كل هذه الأشياء البديهية مهددة بشكل خطير. من يعيش في عالم بديهي، لا يكافح بشغف. إذا كنا نريد إحياء شغف أوروبا، نحتاج إلى توضيح ما هو على المحك. يجب أن نكون واضحين: أوروبا تدور حول حريتنا وديمقراطيتنا.

لماذا ظهر رد الحكومة الألمانية  بشكل متحفظ عندما نشر الرئيس الفرنسي ماكرون نداءه المتحمس لبداية جديدة في أوروبا في بداية شهر مارس/ أذار؟

كثيرا ما أسمع هذا السؤال في ألمانيا: لماذا لا تتفاعل بشكل دفاعي أكثر من ذلك؟ في الدول الأوروبية الأخرى قيل لي العكس. حيث قالوا: أنتم تريدون فرض الوصاية علينا. أنتم تفعلون ما تريدون ونحن يجب أن نتبعكم. إذا كنا نرغب في تطبيق الإصلاحات في الاتحاد الأوروبي - وقدم ماكرون زخماً قيّماً - فلا ينبغي لنا نحن الألمان أن نجوب أوروبا ونحن نشير بإصبع السبابة ، ولكن بأيد ممدودة.

أنت نفسك تروج لأوروبا قوية. كيف سيبدو ذلك؟

نحن نعيش في منافسة بين القوى العظمى، خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وكذلك روسيا. ليست هناك دولة أوروبية واحدة كبيرة ومهمة بما يكفي للعب دور في هذه المنافسة. يمكننا أن نفعل ذلك فقط كأوروبيين. إذا لم ننجح، فإننا نصبح ألعوبة في أيدي الآخرين. لهذا السبب نحن بحاجة إلى أوروبا قوية وموحدة تمثل بثقة وبشكل مستقل مصالحنا.

هل هناك تعاون دائم مع الولايات المتحدة على الإطلاق؟ يوجد انطباع: تغريدة  علي تويتر من دونالد

ترامب – تجعل الاتحاد الأوروبي يدورحول نفسه

العلاقة ليست درامية بهذا الشكل. ما زلنا نعمل بشكل جيد مع وزارة الخارجية الامريكية. سيكون مايك بومبيو في برلين الأسبوع المقبل. لقد اتخذت الولايات المتحدة دائمًا قرارات لم نجدها صحيحة. لقد تحدثنا في الماضي بشكل مكثف عن ذلك. اليوم تصلنا معلومات عن بعض الامور من  خلال تغريدات ترامب. وفي بعض الأحيان يبدو أن ليس فقط بعض الشركاء الدوليين ولكن أيضًا أعضاء في حكومته يشعرون بالاندهاش.

لدينا أيضا الانطباع أن ترامب وبولتون وبومبيو يخططون الآن لشن ضربة عسكرية ضد إيران. ماذا يعني ذلك بالنسبة للشرق الأوسط؟

تؤكد كل من الولايات المتحدة وإيران أنهما لا تريدان الحرب. يعرف الطرفان ماذا يعني ذلك: ستكون مواجهة طويلة ومروعة يمكن أن تؤدي إلى حريق في المنطقة بأسرها. الخطر الأكبر الآن هو أن التوتر كبير للغاية.

إذن وخطر "الحرب عن طريق الخطأ"؟

الوضع خطير للغاية لأنه حتى الأحداث غير المتوقعة يمكن أن تؤدي إلى تصاعد متزايد. لقد شهدنا بالفعل أعمال تخريب فردية. وهذا قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد والصراع العسكري في الوضع المتوتر الحالي. هذا هو السبب في أننا نسعى جاهدين للتحدث بشكل مكثف مع جميع الأطراف وإلى تهيئة الظروف لوجود قنوات اتصال سريعة عندما يحدث أي شيء غير متوقع. أصبح وقف التصعيد ضروريًا أكثر من أي وقت مضى. ونحن نتوقع ذلك من كل المعنيين.

ولكن ما مدى تأثير السياسة الخارجية الأوروبية في مثل هذا الصراع؟

كلما عملنا معًا كأوروبيين كلما زادت قدرتنا على التأثير. ونحن بوصفنا الاتحاد الأوروبي متحدون للغاية فيما يتعلق بالاتفاق النووي. وهذا هو السبب في أننا يمكن أن نشرح لإيران توقعاتنا الواضحة: وبالتحديد لأننا لا نثق في إيران فإننا نحن الأوروبيين سنعمل على الحفاظ على الاتفاقية.

هل لا يزال يمكن إنقاذ الاتفاق النووي؟

يجب أن نكون واقعيين للغاية بشأن هذا الأمر: لن يكون من السهل إنقاذ الاتفاقية بعد مرور عام على خروج الولايات المتحدة. سيكون من الصعب للغاية بعد انسحاب الولايات المتحدة تحقيق المزايا الاقتصادية التي وُعِدت بها إيران بموجب الاتفاق. سنكافح من أجل ذلك على أي حال. العالم أكثر أمانًا في وجود هذا الاتفاق مقارنة بما سيكون عليه من دونها. نحن الأوروبيين نفي بالتزاماتنا لكننا نتوقع نفس الشيء من إيران.

إذا فشل الاتفاق النووي فهل ستكون هذه هي النقطة التي سيتعين على الاتحاد الأوروبي عندها الاعتراف بضعفه؟

لا أعتقد ذلك تماما. هناك الكثير من الحديث حول الافتقار إلى الوحدة في أوروبا لكن الاتفاق النووي أظهر أن الاتحاد الأوروبي متماسك للغاية وحتى في ظل ظروف بالغة الصعوبة. حتى إذا فشل الاتفاق فسنكون قادرين على البناء على هذه الوحدة الأوروبية.

مصدر النص:  وزارة الخارجية الألمانية

المحتويات ذات الصلة

إلى أعلى الصفحة