مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
المساعدات الإنسانية لجنوب السودان

الأزمة الإنسانية في جنوب السودان هي واحدة من أسوأ الأزمات في العالم. السودان وجنوب السودان من بين الأولويات الإقليمية للمساعدات الإنسانية للحكومة الألمانية.
الوضع غير المستقر رغم اتفاق السلام
يُعد جنوب السودان دولة مستقلة منذ 9 يوليو/ تموز 2011 ولم تعد جزءًا من جمهورية السودان، كما أنه واحد من أفقر دول العالم. في ديسمبر/كانون الأول 2013 اندلع صراع طويل الأمد على السلطة بين رئيس جنوب السودان سلفا كير (عضو في الدينكا) ونائبه ريك مشار (عضو في النوير).
تحت رعاية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) في أغسطس/آب 2015 أدى الضغط الدولي الهائل إلى توقيع اتفاقية حول حل النزاع في جنوب السودان (ARCSS). ومع ذلك فقد تم نسف عملية السلام هذه من خلال استئناف الحرب الأهلية في يوليو/ تموز 2016. في 12 سبتمبر/ أيلول 2018 وبعد عدة أشهر من المفاوضات جددت أطراف الحرب الأهلية في جنوب السودان اتفاق السلام لعام 2015 ("R-ARCSS" تنشيط الاتفاق بشأن الصراع في جنوب السودان). إلا إنه على الرغم من اتفاقات السلام لا يزال الوضع الأمني هشًا ولا يزال الوضع الإنساني مأساويا.
الأسباب المعقدة للوضع الحرج في البلاد
حتى مع استقلال البلاد كان الوضع الإنساني هشًا وكان يزداد سوءًا منذ ذلك الحين. الأسباب معقدة، كما ساهمت بصفة خاصة سنوات الحرب الأهلية والصراعات العنيفة بين الأعراق والمجتمعات المحلية في تدهور الوضع الإنساني. كما يتسم الوضع بارتفاع مستوى العنف الجنسي ضد السكان المدنيين واستمرار انتهاكات وقف إطلاق النار والاشتباكات بين الجماعات المسلحة. ينعكس هذا في الغارات المتكررة من قبل الجماعات المسلحة وسرقة الماشية والحالة الأمنية الهشة التي ترتبت على ذلك والنزوح القسري داخل البلاد ووصول المزيد من اللاجئين من الدول المجاورة وسوء الظروف الاقتصادية والإمدادات والتضخم المتقلب والفيضانات الموسمية التي تجعل 60٪ من طرق البلاد غير قابلة للاستخدام خلال موسم الأمطار.
بالإضافة إلى ذلك تواجه البلاد تحديات هيكلية هائلة مثل البنية التحتية السيئة (للنقل) ، والتي تحد أيضًا من حركة المساعدات الإنسانية، والمستوى التعليمي المنخفض للغاية، ووجود مؤسسات حكومية قليلة جدا ونقص الخدمات الأساسية لا سيما في مجالات المياه والصرف الصحي والصحة. كما تعرقل العقبات الإدارية إيصال المساعدات الإنسانية. جنوب السودان هو أيضا واحد من أخطر البلدان بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني - فهم يقعون ضحايا للهجمات بصورة منتظمة.

الوضع الإنساني
الوضع الإنساني في جنوب السودان كارثي بصورة تتماشى مع ذلك الوضع. يعتمد أكثر من 7 ملايين شخص على المساعدات الإنسانية ويحتاج 5.2 مليون شخص إلى مساعدات غذائية حادة. تعد معدلات المرض ووفيات الأمهات والأطفال من بين أعلى المعدلات في العالم. توجد احتياجات إنسانية عاجلة في مجالات الرعاية الطارئة للنازحين واللاجئين وكذلك الرعاية الطبية الطارئة والأمن الغذائي وتوفير ملاجئ الطوارئ والمياه والصرف الصحي/ النظافة.
إن الأولوية الإنسانية القصوى هي حماية السكان المدنيين وتوفير إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وهو أمر محدود بشدة بسبب الأعمال العدائية.
وضع اللاجئين
لقد نزح مليون شخص على الأقل داخل جنوب السودان ومازالت الأعداد في ارتفاع مستمر. كما فر أكثر من 2.2 مليون شخص إلى البلدان المجاورة. والظروف المعيشية للنازحين صعبة؛ حيث لا يصل كثير منهم إلى الملاجئ الآمنة والطعام أو يصل إليها بصورة محدودة.
في الوقت نفسه يستضيف جنوب السودان نفسه العديد من اللاجئين من البلدان المجاورة منذ سنوات - حاليا أكثر من 290،000 من جمهورية السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وأوغندا.
إمدادات غذاء غير آمنة، رعاية صحية غير آمنة
تدهور الوضع الاقتصادي لجنوب السودان بسرعة شديدة في السنوات الأخيرة. فضعف البنية التحتية وعدم تطوير السوق بصورة كافية والإدارة الفاسدة وغير الفعالة تجعل توصيل إمدادات الغذاء أكثر صعوبة. كما تؤدي الفيضانات الموسمية أيضًا إلى المزيد من حالات الطوارئ وتفشي الأمراض مثل التهاب الكبد والملاريا. يقدم المانحون الدوليون دعما ماليا هاما في مجال الرعاية الصحية، ويعتمد حوالي سبعة ملايين شخص على المساعدات الإنسانية.
بدعم من وزارة الخارجية الألمانية
تدعم وزارة الخارجية الألمانية مشاريع للمساعدات الإنسانية في جنوب السودان تقوم بها منظمات غير حكومية سواء ألمانية أو دولية وكذلك عمل المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر الدولية. قدمت وزارة الخارجية الألمانية في الأعوام 2017-2018 ما مجموعه 165 مليون يورو لتدابير المساعدات الإنسانية في البلاد. تركز المشروعات على المساعدات الغذائية والحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الطبية وتوفير الملاجئ وإجراءات الحماية وتحسين ظروف المعيشة والتأهب للكوارث. تم بالإضافة إلى ذلك تقديم الدعم المالي لخدمات النقل الجوي لتوصيل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، والتي تعد ذات أهمية لوجستية خاصة للمساعدات وذلك بسبب الطرق السيئة.
تتوقع الأمم المتحدة في ضوء التطورات الهائلة أن يصل الاحتياج إلى المساعدات الإنسانية في جنوب السودان في عام 2019 إلى 1.5 مليار دولار أمريكي. تواصل الحكومة الألمانية عملها الإنساني، حيث قدمت منذ عام 2016 أكثر من 191 مليون يورو لدعم مشاريع المساعدات الإنسانية في جنوب السودان.
مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية
الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام