مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
مرور75 عاما على انتفاضة وارسو

يعد قمع انتفاضة وارسو حتى يومنا هذا رمزًا لجرائم الألمان التي لا يمكن تصورها ورمزًا للإرادة الحرة للشعب البولندي. يسافر وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس إلى بولندا لإحياء ذكرى مرور 75 عام على الانتفاضة.
المقاومة والدمار
تحتل وارسو مكانة خاصة بين مواقع لا تعد ولا تحصى لأحداث الجرائم الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. مرتان اندلعت انتفاضة في العاصمة البولندية ضد حكم الاحتلال اللاإنساني النازي. مرتان تم قمع هاتين الانتفاضتين بوحشية. في 19 أبريل/ نيسان 1943 انتفض سكان الجيتو اليهودي بوارسو لمنع ترحيلهم الوشيك. لمدة شهر تقريبًا قاومت الجماعات التي كانت تكاد تكون غير مسلحة بشدة وحدات قوات الأمن الخاصة الألمانية ووحدات الجيش الألماني.
بإلهام من هذا النموذج انتفضت في أعقاب ذلك يوم 1 أغسطس/ آب 1944 مجموعة من الجيش البولندي ضد الاحتلال الألماني. فقط بعد 63 يومًا وبعد وقوع خسائر فادحة بشكل غير متوقع نجحت القوات الألمانية في قمع الانتفاضة. تم تشوية المدينة بأكملها تقريبًا بالأرض مما أسفر عن مقتل ما بين 150.000 و 200.000 شخص خلال الانتفاضة. في منطقة فولا وحدها قتلت القوات الألمانية ما بين 30.000 و 50.000 شخصاً.
إعادة الإعمار وإلقاء نظرة إلى المستقبل
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أعيد بناء العاصمة المدمرة بالكامل تقريبًا وهو ما يعد انجازاً مهيباً. على أنقاض وارسو المدمرة قامت المدينة الأوروبية الحديثة اليوم. بالإضافة إلى إحياء ذكرى الماضي يركز الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للانتفاضة أيضًا على تكريم هذه الإنجازات والتطلع إلى المستقبل. يمثل هايكو ماس ألمانيا في هذا الحفل التذكاري، ويعد ذلك في ضوء الجرائم الألمانية المريعة في بولندا "علامة خاصة على الثقة"، وفقاً لوزير الخارجية الألمانية.
"إن المقاومة والشجاعة التي وقفت بها بولندا في وجه الاحتلال الألماني في عام 1944 تشهد على رغبة ساحقة في الحرية وتقرير المصير. إن بولندا ووارسو على وجه الخصوص نجحت في إعادة الإعمار بعد الحرب معتمدة على ذاتها، وإنني أشعر باحترام كبير وتواضع جم تجاه ذلك."
سيقوم وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس مع نظيره جاسيك تشابوتوفيتش بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لانتفاضة وارسو وسيزوران موقع مذبحة فولين. بالإضافة إلى ذلك ستكون هناك ضمن البرنامج زيارة مشتركة لمتحف انتفاضة وارسو. يلتزم كل من وزيري الخارجية بشكل خاص بضمان ألا تخبو ذكرى الأحداث البشعة في الماضي، بل أن تصبح جسراً نحو المستقبل. لتحقيق ذلك أطلقوا سوياً مشروع "إحياء ذكرى الأشخاص" الذي يجمع تلاميذاً من كلا البلدين.
مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية