مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
انتهاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى – إطلاق صاروخ بيرشينج 2

بانتهاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى يفقد الهيكل الأمني الدولي اليوم جزءاً مهماً. ساهمت المعاهدة على مدى عقود في الحيلولة دون وقوع سباق تسلح بين القوى الكبرى. كيف ستسير الأمور الآن؟
ما الغرض من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى؟
معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى هي اتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي الذي كان موجوداً في عام 1987. أبرمت المعاهدة في أثناء ذروة الحرب الباردة وكانت بمثابة نقطة تحول: حيث كانت القوتان الكبريان قد اتفقتا على تدمير جميع الصواريخ الأرضية وصواريخ كروز متوسطة المدى (500-5500 كم). في الوقت نفسه تحظر المعاهدة إنتاج أو اختبار أسلحة جديدة من هذه الفئة.
لماذا تنتهي معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى؟
قامت روسيا بتطوير صاروخ كروز بري وأدرجته ضمن قواتها المسلحة، وهذا أمر محظور بموجب المعاهدة. حث شركاء الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو – من ضمنهم ألمانيا – روسيا مراراً وتكراراً على التراجع عن مخالفة المعاهدة. ولكن للأسف دون جدوى. إن الاتفاق على الحد من التسلح يكون بالطبع منطقياً فقط إذا التزم به الطرفان. ومن ثم فإن الولايات المتحدة أنهت الاتفاقية أخيراً. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد التزمت حتى الآن بواجباتها التي تنص عليها المعاهدة. كان أمام روسيا عقب ذلك ستة أشهر لإنقاذ المعاهدة من خلال الحد بشكل واضح من التسلح بالصواريخ. ولكن لم يحدث شيء؛ بانتهاء المهلة تكون المعاهدة قد أصبحت اعتباراً من اليوم حدثاً من الماضي.
ماذا تفعل ألمانيا الآن؟
وحتى بعد انتهاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، فإن الحد من التسلح النووي وعدم الانتشار لا يزالان يشكلان هدفين محوريين للسياسة الخارجية الألمانية. وقد أعادت ألمانيا، ولأول مرة منذ عام 2012، هذه القضايا إلى جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

من أجل تبادل المعلومات حول قضايا الأمن في أوروبا تحديداً، تلتزم ألمانيا بإجراء حوار منظم بين أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. إن هذه الهيئة التي تم تدشينها في عام 2016 معنية بالنظام الأمني القائم على القواعد والحد من التسلح في أوروبا. بانتهاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى تكتسب اتفاقات أخرى أهمية خاصة، مثل معاهدة ستارت الجديدة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. وهي تحد من الترسانات الاستراتيجية لدى أقوى دولتين نوويتين. تنتهي هذه المعاهدة في عام 2021 ويتوجب بشكل ملح الحفاظ عليها.
إن الرقابة على التسلح التي تستشرف المستقبل يجب أيضاً أن تضع التقنيات الحديثة نصب عينها - مثل التهديدات السيبرانية أو أنظمة الأسلحة المستقلة. لهذا الغرض دعا وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس خبراء ودبلوماسيين من جميع أنحاء العالم للحضور إلى برلين في مارس / آذار. تريد ألمانيا من خلال مراعاة الأسس المشتركة خلق مزيد من الشفافية حول ترسانات الدول النووية. إن التوافقات والشفافية تخلقان الثقة، وفقط من خلال الثقة يمكن منع التصعيد والكوارث النووية.
مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية