مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

حرب الحبوب

24.03.2022 - مقال


بقلم كاتيا كويل، وزيرة دولة لدى وزارة الخارجية الألمانية، ونيلس آنين، وكيل وزارة برلماني لدى وزارة التعاون الإنمائي الألمانية.

Staatsministerin Katja Keul
Staatsministerin Katja Keul© Bündnis 90/Die Grünen im Bundestag, Kaminski
Staatsminister Niels Annen
Staatsminister Niels Annen© Thomas Imo/photothek.net

يشهد العالم ارتفاعاً مستعراً في أسعار المواد الغذائية لم يشهده منذ أكثر من عَقد. أدت حالات الجفاف والعواصف وكذلك ارتفاع أسعار الطاقة بالفعل إلى زيادات عنيفة في الأسعار في العام الماضي. رجل واحد هو المسئول عن حقيقة أن أسعار المواد الغذائية وصلت الآن إلى أقصى مستوياتها من جديد: فلاديمير بوتين.

يقود الرئيس الروسي حرباً عدوانية تعسفية ضد أوكرانيا. إنه يسمح هناك بقصف منازل ومستشفيات الولادة وبقتل رجال ونساء وأطفال. ويتسبب من خلال هذه الحرب العدوانية في اضطرار الناس في جميع أنحاء العالم إلى مكابدة الجوع. وذلك لأن أوكرانيا من أهم سلال الحبوب في العالم.

الجيش الروسي يدمر عمدا مخازن الحبوب والجرارات والحقول. لم يعد بإمكان المزارعين الأوكرانيين الزراعة بسبب الحرب. إن الجوع يُستخدم كسلاح حرب. كما أوقفت روسيا صادراتها من أنواع كثيرة من الحبوب منذ شهر فبراير/ شباط.

لذلك تهدد الحرب في أوكرانيا بتدمير سبل العيش في القارة الأفريقية والعالم العربي ومناطق أخرى، يحصل معظمها على أقماحها من أوكرانيا وروسيا - عبر الموانئ التي لم يعد من الممكن الوصول إليها حالياً. ارتفعت أسعار السوق العالمية للقمح منذ بداية الحرب بمقدار الثلث، كما ارتفعت أسعار الأسمدة أكثر مما هي مرتفعة بالفعل.

وتزعُم روسيا أن العقوبات التي فرضتها أوروبا على موسكو أدت إلى ارتفاع أسعار القمح. الحقيقة هي أنه لا توجد عقوبة واحدة تستهدف بشكل مباشر الإضرار بإمدادات المواد الغذائية. إن رد أوروبا والغرب على حرب الرئيس بوتين العدوانية كان بفرض عقوبات ضد مهندسي هذا التدمير في موسكو.إننا لا نريد حرباً، لا هذه الحرب ولا أي حرب أخرى.
هذا لأننا نؤمن بالالتزام الذي تعهَّد به المجتمع الدولي في ميثاق الأمم المتحدة: "الحقوق الأساسية للإنسان، وكرامة الشخصية الإنسانية وقيمتها، والمساواة بين الرجل والمرأة، وبين جميع الأمم، كبيرة كانت أم صغيرة."
كما أن كثيراً من الناس في روسيا لا يريدون هذه الحرب. والرئيس بوتين على علم بذلك أيضًا. لهذا السبب تحديداً أمر بعدم وصف الحرب في بلاده على أنها حرب.
ما يحدث في جانب واحد من العالم له تداعيات مباش

Ukraine-Konflikt - Weizenpreis
حرب الحبوب - أزمة أوكرانيا© Vitaly Timkiv/AP/dpa

رة في أماكن أخرى. لذلك يجب علينا كمجتمع دولي أن نتحمل المسئولية تجاه بعضنا البعض. هذا يبدأ بأزمة المناخ، التي لا يمكننا التغلب عليها إلا معًا. وهذا ينطبق أيضًا على هذه الحرب.

إن حرب الرئيس بوتين العدوانية ليست شأنًا أوروبيًا أو غربيًا خالصًا، لأنه يؤثر علينا جميعًا: من خلال الإخلال بالقانون الدولي، وجعل عالمنا أقل أمانًا؛ وكذلك من خلال ارتفاع أسعار القمح، مما يؤجج الجوع والمعاناة وعدم الاستقرار حول العالم.
البقاء على الحياد ليس حلاً، بل رفاهية تجلب الجوع.
سنبذل في جميع الأحوال كل ما في وسعنا لكي نحول دون معاناة مزيد من الأبرياء من حرب الرئيس بوتين العدوانية. سنعمل من جهة على مواصلة تحفيز التجارة العالمية المفتوحة والشفافة، حتى يصبح بالإمكان توزيع الغذاء المتاح بشكل عادل. هذا لأن التخزين ووقف التصدير - حتى لو كانت أسباب ذلك مفهومة في بعض الحالات الفردية - يزيد الوضع سوءًا بالنسبة للجميع.
كما تواصل ألمانيا مشاركتها المباشرة في مكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم: نحن ثاني أكبر مانح للمساعدات الإنسانية ولبرنامج الغذاء العالمي. استثمرنا في السنوات الأخيرة قرابة ملياري يورو كل عام في التغذية والتنمية الريفية في جميع أنحاء العالم. وسنحاول بكل ما أوتينا من قوة التخفيف من تبعات حرب الحبوب هذه.
والسبب أن مصلحتنا المشتركة ألا تتسبب حرب الرئيس بوتين العدوانية في المزيد من المعاناة والجوع والأزمات أكثر مما تسببت بالفعل حتى الآن. يجب أن نتعاون في مواجهة ذلك.

إلى أعلى الصفحة