"إن جميع الأزمات والصراعات الدموية التي تنتشر في الشرق الأوسط بدءً من لبنان وعبوراً بسوريا والعراق ووصولاً إلى اليمن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصدع العميق بين الشيعة والسنة وبالصراع بين السعودية السنية وإيران الشيعية على السيادة في المنطقة. إن أي تصعيد بين طهران والرياض يزيد الوضع اشتعالاً ويعقد أي محاولة للبحث عن حلول.

إننا نلمس هذا التطور المدمر في الصراع الجاري حول مباحثات السلام الخاصة بسوريا في جنيف والتي من شأنها أن تحقق في نهاية الأمر الأمل في وضع حد لسفك الدماء والانخراط في وضع حلول سياسية. إلا أن هذا لا ولن يؤتي ثماره دون دفع جماعي من الخارج ودون تعاون من جانب القوى الدولية. وكانت جهود الوساطة التي قامت بها الأمم المتحدة في اليمن منذ بداية العام الجاري قد احبطت واندلعت المعارك مرة أخرى بشدة. وما تزال معاناة البشر هناك مستمرة.

ليس هناك بطبيعة الحال أسهل من أن تقول الدول التي تتبنى رؤى مختلفة فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية الرأي ودور المرأة نحن لا نريد أن نزج بأنفسنا في أزمات الدول الأخرى ولا نريد أن نلوث أيدينا بسببها، ولكن ممارسة السياسة الخارجية لم تكن أبداً على هذا النحو، ولا سيما في عالم مضطرب حافل بالصراعات الخطيرة. لذا يجب بطبيعة الحال التعاطي مع المشاكل بشكل صريح. ولكن هذا لا يتحقق عن بعد وإنما يجب الاتصال المباشر بأطراف الأزمة. وهذا هو السبيل الوحيد لتحريك محاولات البحث عن حلول.

كما أنه من مصلحتنا أن نحاول بكل السبل كبح جماح تفاقم الأزمة وبذل كل ما في وسعنا من إمكانات للحفاظ على قنوات الحوار والمساهمة في بناء الثقة."

مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية - الإعداد والتحرير والترجمة: المركز الألماني للإعلام