مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
كريستا فولف: الكاتبة التي وثقّت كفاح وآمال وأخطاء جيلها
كريستا فولف هي أشهر الأديبات في ألمانيا في القرن العشرين. كتبت فولف أهم أعمالها في ألمانيا الشرقية. وبالرغم من إيمانها بالاشتراكية، لم تدخر نقداً للنظام في برلين الشرقية. ولدت في لاندسبرج الواقعة على نهر الفارته في غرب بولندا في 18 مارس 1929، وتوفيت في برلين في 1 ديسمبر 2011عن 82 عاماً.
عملت مساعدة علمية في اتحاد الكتاب الألماني, ومراجعة علمية في العديد من دور النشر, وكذلك رئيسة تحرير لمجلة "الأدب الألماني الجديد" Neue Deutsche Literatur. شغلت من عام 1955 حتى عام 1977 مقعدا في مجلس إدارة اتحاد الكتاب الألماني في ألمانيا الشرقية. وبعد أربعة أعوام من ولادة ابنتها الأولى ولدت ابنتها الثانية كاترين.
تفرغت للكتابة منذ عام 1962، حيث أقامت في منطقة قريبة من برلين بين عامي 1962 و 1976, ثم انتقلت إلى برلين في عام 1976.
وقد قامت كريستا فولف بالعديد من الرحلات إلى فنلندا والسويد وفرنسا والولايات المتحدة, وقد منحت الدكتوراه الفخرية في جامعة ولاية أوهايو بالولايات المتحدة. ليس هناك من شك في أن كريستا فولف هي أهم كاتبة في ألمانيا خلال القرن العشرين، كما أنها أحد أهم الأصوات الأدبية في العالم. عاشت فولف في ألمانيا الشرقية وكانت عضواً فعالاً في الحزب الاشتراكي الحاكم. ورغم ولائها للحزب ولأفكار الشيوعية، لم تتوان عن انتقاد عديد من سلبيات النظام الشمولي. تركت كريستا فولف أعمالا عديدة من أهمها، "تأملات حول كريستا ت."، و"نموذج طفولة" و"لا مكان، أبداً"، و"كاساندرا" ، و"ميديا: أصوات" و "السماء المقسمة". أما آخر رواياتها فقد صدرت العام الماضي تحت عنوان "مدينة الملائكة، أو معطف الدكتور فرويد".
المسافة النقدية

حاولت كريستا فولف طيلة حياتها أن تحتفظ بمسافة نقدية بينها وبين جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة وحزبها الاشتراكي صاحب النزعة الشمولية، غير أنها ظلت مع ذلك وفية لدولتها حتى مرحلة النهاية، حتى أنها دعت إلى القيام بإصلاحات قبل سقوط سور برلين بأيام في عام 1989. آنذاك وقفت كريستا فولف في ساحة "ألكسندر بلاتس" الشهيرة في قلب برلين الشرقية، ودعت مواطني ألمانيا الشرقية إلى البقاء وعدم "الهروب" إلى الغرب.
"أعزائي المواطنين، إن القلق العميق يستولي علينا جميعاً. إننا نرى الآلاف الذين يغادرون البلاد في كل يوم، ونحن على يقين بأن السياسة الخاطئة المستمرة حتى الأمس القريب ما زالت تثير الريبة في نفوسهم. إننا على وعي بعجز الكلمات أمام الحركات الجماهيرية، ولكننا لا نملك إلا الكلمات. إن الذين يغادرون البلاد يقلصون أملنا. إننا نرجوكم: ابقوا في وطنكم. ابقوا معنا." بهذه الكلمات توجهت الكاتبة الكبيرة كريستا فولف إلى المواطنين في ألمانيا الشرقية في يوم الثامن من نوفمبر / تشرين الثاني عام 1989، أي قبل يوم واحد من سقوط سور برلين وانهيار الكتلة الشرقية. حتى ذلك الحين كانت الكاتبة الشرقية ما زالت تعتقد بإمكانية إصلاح النظام الاشتراكي، وأن يكتسب ملامح إنسانية. غير أن التطورات خيبت آمالها.
بعد الوحدة الألمانية عام 1990أضحت كريستا فولف هدفاً لهجوم حاد، واتهمها البعض بأنها كانت جزءاً من "المؤسسة الاشتراكية"
وأعرب أمين عام الثقافة لولاية برلين السابق أندريه شميتس عن تقديره لكريستا فولف. قائلاً: " إن فولف "واحدة من أعظم الأديبات في تاريخ الأدب الألماني". وأضاف شميتس "إن مؤلفة "السماء المقسمة" كانت مبدعة حرة تحت نظام دكتاتوري، وتمكنت من توثيق وضع ثابت لها في مواجهة الدولة بطريقتها الخاصة".
وقد ترجمت أعمال كريستا فولف إلى ما يزيد على عشرين لغة. ويستطيع القارئ العربي الإطلاع على خمسة من أعمالها، وهي "ما يبقى" و"نموذج طفولة" و"كاسندرا" و"ميديا: أصوات" وأخيراً "هذا الجسد". وقد حصلت فولف على العديد من الجوائز الأدبية، كان آخرها في عام 2010 حيث حصلت على جائزة توماس مان المرموقة عن توثيقها "كفاح وآمال وأخطاء عمرها."
مصدر النص:dw.de - الإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام