مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
ألمانيا: طلاب يبتكرون روبوتات يمكنها العمل في كافة المجالات
انطلقت الصافرة إيذانا بضربة البداية، وبدأ لاعبو كرة القدم الركض في الملعب. وبطريقة ما يبدو أكثر أنهم يتدحرجون بينما يتسابقون للاستحواذ على الكرة. وبدأت محركاتهم الكهربائية الصغيرة تعمل بهدوء، ويوجد في ملابسهم أجهزة استشعار تلتقط إشارات الأشعة تحت الحمراء التي يرسلها جهاز إرسال مزود بتكنولوجيا فائقة.

انطلقت الصافرة إيذانا بضربة البداية، وبدأ لاعبو كرة القدم الركض في الملعب. وبطريقة ما يبدو أكثر أنهم يتدحرجون بينما يتسابقون للاستحواذ على الكرة. وبدأت محركاتهم الكهربائية الصغيرة تعمل بهدوء، ويوجد في ملابسهم أجهزة استشعار تلتقط إشارات الأشعة تحت الحمراء التي يرسلها جهاز إرسال مزود بتكنولوجيا فائقة.
"لاعبو كرة القدم" هؤلاء هم في الواقع روبوتات صغيرة قام طلاب في مدرسة عليا ( ثانوية) بتركيبها من مكعبات لعبة الليجو في ولاية بافاريا الواقعة جنوب ألمانيا.
وعلى الرغم من أنها ليست سوى لعبة، فإن الغرض منها جاد، حيث قام الأطفال بأنفسهم بتركيب الروبوتات وبرمجتها، وهم يتنافسون للحصول على مرتبة الشرف في مسابقة تركيب الروبوتات.
والمناسبة هي النهائيات الألمانية للأولمبياد العالمية للروبوتات، وهي مسابقة دولية تقام منذ عام 2004. وتنظم مجموعة "سحر التكنولوجيا" مسابقات التأهيل الألمانية. وقد أقيمت النهائيات الالمانية هذا العام في مدينة شفاينفورت، وشاركت في تنظيمها ورشة عمل.
الروبوتات تعمل دون أي تحكم عن بعد
وعلى أرض ملعب كرة القدم تتحرك الروبوتات من تلقاء نفسها. والأطفال الذين قاموا بتركيب الروبوتات يمكنهم أن يشاهدوها فقط من الخطوط الجانبية للملعب ، فيما يحدوهم الأمل وينتابهم الخوف على حد سواء. وقال سيمون ليدل - 15 عاما - وهو احد الذين قاموا بتركيب الروبوتات "إن أكبر مبعث للقلق هو ألا يعمل البرنامج بشكل صحيح".
وفئة كرة القدم هي واحدة من ثلاث مسابقات. والفئة العادية، الخاصة بمجموعات من الأعمار السنية المختلفة، تختص بالروبوتات التي يمكن أن تؤدي مهاما ذاتيا بدون توجيه خارجي. وتصقل الفئة المفتوحة ملكة الابتكار لدى المشاركين في المسابقة. شارك إجمالاً 88 فريقا من طلاب تتراوح أعمارهم بين 8 و 19 عاما في مسابقة النهائيات الألمانية. وقد أثارت الخبرة التي أظهرها العديد من الشباب دهشة الكثيرين من اعضاء لجنة التحكيم . وقال كورت برتولد، وهو عضو في ورشة العمل المعرفية في باساو: "لقد فوجئت وانتابتني الدهشة إزاء الفهم الفني للمشاركين".
روبوتات للعمل في قطاع الزراعة
وأبدى كايث إنجلر، وهو عالم رياضيات وعضو أيضا في لجنة التحكيم، إعجابه بمجموعة الأفكار التي طرحت في الفئة المفتوحة، حيث كان الهدف هو تطوير نماذج لروبوتات تتناول موضوع الاستدامة. وقدم الشباب روبوتات للعمل في قطاع الزراعة على الاسطح، وفي مراكز ازالة جسيمات الغبار من المدن وممارسة مهام الطبيب الريفي بشكل ذاتي بالكامل. وقال إنجلر إن الطلاب لديهم حلا جاهزا لكل قضية حالية. ومن الأمثلة على ذلك، روبوتات كول التي طورها باحثون طلاب في برلين للتعامل مع الاستخدام الفعال للموارد.
وأشارت إحدى الطلاب، تدعى كريستينا بيرجر - 18 عاما - إلى أن "أوراق الشجر جيدة للتدفئة، وعند كبسها وضغطها معا يكون لها قيمة حرارية مماثلة للخشب"، ولذا قامت هي وزملاؤها الطلاب بتصنيع روبوت لجمع أوراق الأشجار الساقطة ونقلها إلى آلة كبس. ثم كان هناك ما يسمى "سويتشبوت"، وهو روبوت لزراعة محاصيل مختلطة ، قام بتصميمه طلاب من مدرسة ثانوية في بلدة فيل.وهذا الروبوت قادر على التعرف على الأنواع المختلفة من النباتات، ومن ثم يقرر من تلقاء نفسه نوعية الآلات المناسبة لزراعة المحاصيل وحصادها.
وقال سيباستيان ميريش - 16 عاما - إن عدة أسابيع من العمل في المشروع علمته الكثير. وأضاف أن العمل اليدوي والتعامل مع المشاكل بطريقة عملية كانا أكثر جدوى له من التعليم النظري في الفصول الدراسية. وعن المشروع ، قال ميريش "كان العمل الجماعي مصدرا للمرح والبهجة بالنسبة لي، وقد تم تكوين الكثير من الصداقات".
لا توجد جوائز مالية تنتظر الفائزين، ولكن المكافأة لا تزال مغرية - وتتمثل في رحلة للمشاركة في الأولمبياد العالمية للروبوتات التي سوف تقام في شهر تشرين ثان/ نوفمبر في عاصمة كوستاريكا سان خوسيه. وقد أقيمت الاولمبياد السابقة في الهند وقطر وروسيا وماليزيا، من بين بلدان أخرى.
مهمة إنقاذ بعض النمور والسلاحف
وبالنسبة للمنافسات الألمانية، قام المنظمون بتصميم المهام التي من شأنها أن تثير اهتمام صناع الروبوتات للمشاركة في الاولمبياد التي تستضيفها كوستاريكا. ففي الفئة العادية، على سبيل المثال، كانت المهمة تتمثل في إنقاذ بعض النمور والسلاحف. وواجهت هذه الحيوانات الصغيرة، المصنوعة من مكعبات لعبة الليجو، مأزقا صعبا خارج موطنها الطبيعي. وقد تم تكليف الطلاب ببرمجة الروبوتات الخاصة بهم للبحث بشكل مستقل بدون توجيه خارجي عن الحيوانات، ومن ثم إعادتها إلى الغابات المطيرة أو البحر.
ويتوجه الفريق الفائز من فئة كرة القدم، والفرق الثلاثة الأولى من الفئتين الأخريتين ، إلى كوستاريكا للمشاركة في الأولمبياد العالمية للروبوتات.
وتُمنح جائزة ترضية لأفضل فريق رابع من الفئة العادية ، وهى عبارة عن رحلة الى المؤتمر العالمي للروبوت، المقرر عقده في العاصمة الصينية بكين في شهر أب/ اغسطس الجاري.
ادريان لوشنر
مصدر النص: dpa-news.de
الإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام