بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين الذي يحلُّ في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني صرَّحت مفوضة الحكومة الألمانية لشئون حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية لدى وزارة الخارجية الألمانية الدكتورة بيربل كوفلر بما يلي:

"نلحظ للأسف في عدد كبير من بلدان العالم أن مساحات الحرية المتاحة للصحفيين يتم تقويضها أو تقليصها. وكثيراً ما يتم التشكيك تماماً في مصداقية وسائل الإعلام الحر، وذلك من خلال تشويه عملها القيم والتنويري وبذلك يتم إضعاف تأثيرها. إن الاعتداءات الموجهة ضد الصحفيين بمثابة اعتداءات على حرية الرأي وحرية تداول المعلومات في المجتمعات الديمقراطية.

الصحفيون بحاجة ملحة إلى بيئة تسمح لهم بالعمل في أمان ودون خوف بسبب المضايقات والترهيب والضغوط السياسية والرقابة والاضطهاد. يجب على النظم القانونية حماية دُور الإعلام والصحفيين في جميع أنحاء العالم، حتى يستطيعوا تأديةَ عملِهم باستقلال كامل. في الأوقات التي يبدو فيها النشر المتعمد للأنباء المضلِلَة سواء عن طريق أطراف فاعلة حكومية وغير حكومية في تزايد مستمر، يجب دعم استقلال الصحفيين الناقدين وضمان سلامتهم. إن الديمقراطية لا تحيا دون إعلام حر ومتنوع ومستقل، إذ أنها دعائم أي مجتمع ديمقراطي. إن إعداد التقارير الصحفية الناقدة والدقيقة وغير الخاضعة لمحاولات التأثير يأتي في مصلحة جميع المواطنين، وذلك لأن الإعلام باعتباره "السلطة الرابعة" في جميع أنحاء العالم يحمِّل الدول وممثلي الحكومات والشركات والمجتمع المسئولية عن تصرفاتهم.

اليوم، يوم إنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، نتذكر جميع الصحفيات والصحفيين في جميع أنحاء العالم الذين يتعرضون في أثناء ممارسة مهمتهم لتهديدات ولمخاطر جمة، والذين اختُطِفوا وعذِّبوا وسجنوا قسراً، وتعرضوا للترهيب والتهديد أو اختفوا عنوة. المتضررون بشكل خاص هم في أغلب الأحوال الصحفيات اللائي كثيراً ما يتعرضن في أثناء تأدية عملهن لأذى شديد. نحن نحيي ذكرى جميع الصحفيات والصحفيين الذين فقدوا حياتهم من أجل عملهم. لسوء الحظ يقع ذووهم المقربون مراراً وتكراراً ضحايا للاعتداءات.

يجب أن يتم التحري بجدية في هذه الجرائم الشنيعة ومعاقبة مرتكبيها جنائياً، إذ يجب ألا يفلت الجناة دون عقاب. ويجب تنفيذ آليات الدولة الخاصة بحماية الصحفيين المهددين وأسرهم بشكل فعال."

مصدر النص:  وزارة الخارجية الألمانية