مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

مقتطف من حوار صحفي لجريدة بيلد الألمانية مع وزير الخارجية الألماني شتاينماير

مقال

فرانك فالتر شتاينماير ، الرئيس الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية
فرانك فالتر شتاينماير ، الرئيس الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية© Bundesregierung / Steffen Kugler


(…) يتحدث السياسيون ويتفاوضون في حين يموت الناس في سوريا في حرب بشعة. هل السياسة عاجزة فعلًا لهذه الدرجة؟
لا ليست عاجزة، إلا أنه ليس بوسعنا إصدار تعليمات بنهاية الحرب! ولو كان الأمر كذلك لما كانت الحرب الأهلية الآن في عامها الخامس. إن ما يحدث في سوريا مأساة، والصور التي تصلنا من حلب تفوق حدود الفظاعة. تدور لعبة عنيفة منذ خمس سنوات فوق أكتاف الناس هناك، لعبة صراع على السلطة في المنطقة. وبعض الفاعلين ليس لديهم حاليًا أي مصلحة في وضع نهاية للنزاع.

هل تعني الديكتاتور الأسد وروسيا وإيران؟

وغيرهم، إذ يسري ذلك للأسف على أطراف كثيرة أخرى في النزاع ...

والعالم يشاهد ذلك إذًا ويقف مكتوف الأيدي؟

إذًا فأنت لا تعرف جيدًا أجندة عملي وكذلك أجندة عمل وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وزملاء آخرين! ماذا نفعل ليل نهار؟ إننا نبحث دون انقطاع عن سُبل لدفع أطراف الحرب للدخول في مفاوضات، وهذا أمر مرهق بلا حدود، ولكن لا يبدو لنا أي حل آخر في الأفق. انظر إلى وضع داعش في العراق اليوم وقارنه بصيف عام 2014: بدى الأمر وقتها وكأن تلك العصابات الإرهابية لم يتبق أمامها سوى بضعة أيام وتُخضع البلد بأسره تحت سيطرتها وتدمر أي حياة أخرى غير حياة داعش. ولكن اليوم تحققت بالفعل أوجه تقدم: لقد فقد داعش نصف الأراضي التي كانت قبل عام محتلة، كما تم تحرير مدن مثل الرمادي وتكريت وبدأ الناس في العودة إليها.

ولكن قبل أن يتم القضاء على ذلك الورم السرطاني، إذا به يُرسل خلاياه إلى كافة أرجاء العالم في صورة إرهابيين ...

الحقيقة هي: ينسب تنظيم داعش لنفسه القيام بأعمال عنف يقترفها أشخاص يكونون في بعض الأحيان على علاقة قوية بالتنظيم أو لا. ولكني أعتقد أن جاذبيته وقدرته على تجنيد شباب من أوروبا لم تعد اليوم بنفس القوة التي كانت عليها قبل عام. وعلى أية حال لقد انخفضت أعداد من يذهبون إلى الجهاد بصورة ضخمة.

... وفي آخر الأمر يُعد الديكتاتور الأسد الرابح الكبير في سوريا؟

أرى أن ذلك مستبعد. وفي مرحلة انتقالية قد يكون لبعض مؤيدي الأسد دور، ولكن المستقبل السياسي لسوريا سيكون ويجب أن يكون دون الأسد.

لماذا لا يمارس الغرب ضغطًا على موسكو لتتوقف عن دعم الأسد؟

إننا لا ننسج الأوهام حول دور روسيا في سوريا، ولكن لن يوجد حل للحرب الأهلية في سوريا دون موسكو، وكذلك أيضًا دون إيران والسعودية وتركيا... (…)

أجرى الحوار: رولف كلاينه وهانس ـ يورج فيليفالد

مصدر النص: www.bild.de - الإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام

المحتويات ذات الصلة

إلى أعلى الصفحة