مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
ليس هناك جدوى من أي شيء دون وجود الأمن
مكافحة أسباب الفرار: يجب على كثير من العراقيين أن يتعلموا استعادة الثقة في بلدهم بعد تحريرها مما يسمى بداعش. لذا تدعم ألمانيا فيما تدعم مشروع "الشرطة المجتمعية"-الشرطة كصديق ومساعد.
نجا خليل الجبوري من ميليشيا "داعش" الإرهابية. إلا أن بناء منزل جديد في مدينة تكريت كان أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً. نظراً لأنه كان قد هرب من منطقة يسيطر عليها جهاديو داعش كان يحتاج عشرة توقيعات مختلفة حتى يمكن تصنيفه على أنه شخص مأمون الجانب. يقول الجبوري: "استغرق الأمر أكثر من شهر".
غير أن المشردين داخلياً والعائدين أصبحوا في هذه الأثناء يحتاجون إلى أربعة توقيعات فقط للحصول على تصريح أمني - وذلك بفضل ما يُسمى بـ"الشرطة المجتمعية"، التي تم تأسيسها في العراق بمساعدة ألمانية. ويجمع منتدى الشرطة المجتمعية بين مسئولي البلديات والجهات الأمنية لمناقشة القضايا العاجلة وإيجاد الحلول. "أقاربي يشعرون الآن بأن لديهم الشجاعة للمجيء"، بحسب الجبوري. وأضاف "أتمنى أن يكون هناك رجال شرطة مثل هؤلاء في جميع أنحاء العراق"
الشرطة كصديق ومساعد
تدعم وزارة الخارجية الألمانية الحكومة العراقية في استعادة الشعب للثقة في دولته في المناطق المحررة مما يسمى بداعش. على العراقيين أن يتعرفوا من خلال خبرات ملموسة مع الشرطة المجتمعية على أن الشرطة تخدم المواطنين، وأنها تساندهم كصديق ومساعد، وأنها تستطيع حماية العائدين من التخوف من الصراعات.
الشرطة المجتمعية هي جزء من مجموعة كاملة من 52 مشروعاً في العراق، تقوم إدارة الوقاية من الأزمات وتحقيق الاستقرار ورعاية ما بعد النزاع والمساعدات الإنسانية في وزارة الخارجية الألمانية بتنسيقها وتمويلها. خصصت هذه الإدارة مبلغ 290 مليون يورو للعراق في عام 2017 وحده. إن استقرار الحالة في العراق ومساعدة السكان المحليين ليسا فقط واجب تُمليه الإنسانية والمسئولية العالمية عن السلام، وإنما يهدف في الوقت نفسه إلى مكافحة أسباب الفرار.
مزيد من الثقة وآفاق أفضل للبقاء
معظم العراقيين يريدون العودة إلى وطنهم حتى وإن كان هذا في أشد الظروف سوءاً، بحسب بلاسيدو سيليبيجني، مدير مشروع لدى المنظمة الدولية للهجرة التي تنفذ مشروع الشرطة المجتمعية في العراق بتمويل ألماني. أكد سيليبيجني على أن الركيزة التي تمثّل قلقاً للناس هي الأمن، إذ أنه بدون درجة معينة من الأمن لا يمكن أن تحدث تنمية اقتصادية وبالتالي يفقد الناس الأمل ويطلبون بدائل. وهذا يخلق موجات من الفرار والهجرة لفئات سكانية لا تريد الهجرة فعلياً. ولذلك فإن وجود قوة شرطية فعّالة هو مفتاح زيادة الثقة والآفاق الأفضل للبقاء. "إن زيّ الشرطي يمثل الدولة، كما لو كان يعبر عن نفسه قائلاً: "نحن هنا لحمايتكم ولضمان الحرية لكل فرد"، ولكن هذا لا يحدث إلا "إذا كان الناس يثقون في الشرطي ويحترمونه".
منتديات الشرطة المجتمعية: سلطة محايدة تمثل المجتمع
يقوم سيليبيجني وزملاؤه باختيار رجال الشرطة الذين سيصبحون ضباطاً في الشرطة المجتمعية بعناية. يحتاج المسئولون إلى الخبرة والتدريب لإدارة المنتدى الذي يناقش قضايا المجتمع. وهم بحاجة أيضا إلى استشعار مواضع القلق ونزع فتيله قبل أن يصير صراعاً محتملاً. وكثيراً ما يكون من الضروري تيسير التعامل مع المشردين داخليا أو العائدين وتقويض انعدام الثقة المتبادل.
غير أنه قد يتعلق الأمر بدور الشرطة المجتمعية في تنظيم مسار المدرسة الآمن للأطفال في خضم موجة من الهجمات من قِبل إرهابيي داعش - أو منع المراهقين في بعض الأسر التي تعيش في محنة من الانزلاق إلى الجريمة. ويتم بالإضافة إلى ذلك مناقشة مشكلات لم تكن لِتُنَاقش علناً إلا في إطار هذه المنتديات: مثل العنف المنزلي ومن يقوم بالمساعدة في مثل هذه الحالات. "إن وجود الشرطة للضعفاء والمستضعفين في المجتمع هو رسالة مهمة للغاية"، بحسب سيليبيجني. وقد أصبحت منتديات الشرطة المجتمعية الآن سُلطة محايدة. وأضاف سيليبيجني قائلا: "هذا وحده يُعتبر بالنسبة لي خطوة كبيرة إلى الأمام".
مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية
الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام