مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
"ما يحدث في سوريا شيء مروع"
وزير الخارجية الألمانية زيجمار جابرييل في حوار مع جريدة "ميونيخ ميركور" حول قرار الأمم المتحدة بشأن سوريا وحول العلاقات الألمانية التركي
لا تزال التفجيرات مستمرة في سوريا. هل يمكن لقرار الأمم المتحدة الصادر يوم السبت الموافق 24 فبراير/ شباط أن يمهد لحدوث تحول في الوضع؟
أشعر بالارتياح لموافقة مجلس الأمن بالإجماع على وقف إطلاق النار. المهم الآن هو أن يتم تنفيذ هذا القرار بشكل شامل دون مزيد من التأخير.
انطلاقاً من هذا الهدف نناشد جميع الأطراف في سوريا ضرورة التوصل الآن بشكل حقيقي إلى وقف دائم للعمليات العدائية، ما من شأنه أن يفسح المجال لوصول المعونة الإنسانية فوراً ودون معوقات. ما يحدث في الغوطة الشرقية أمر مروع. بيد أنه لا يمكن ضمان تحسين الوضع بشكل دائم إلا من خلال حل سياسي. لذا يجب استغلال فترة التقاط الأنفاس لإحراز تقدمٍ في العملية السياسية في جنيف.
حديث وزير الدولة بالخارجية الألمانية روت عن "الجحيم على الأرض". أليس مبالغاً فيه؟
كلا. سبق وأن نعت الأمين العام للأمم المتحدة أيضاً الوضع بنفس الوصف – وهو على حق.
هل نتجه نحو موجة جديدة من اللاجئين السوريين؟
400 ألف شخص كانوا محاصَرين في الغوطة الشرقية منذ أشهر ولم يخرجوا منها أبداً. أنا مقتنع بأنه إذا لم يتم التوصل إلى وقف فعليّ لإطلاق النار، فعلينا على الأقل أن نتمكن من توصيل المساعدة الإنسانية هناك، بل وربما أن نقرر ما إذا كان في المستطاع إجلاء الأطفال والأسر بمساعدة الأمم المتحدة.
الإجلاء إلى جهة بعينها – إلى ألمانيا أيضاً؟
هذا ما سوف تتشاور الأمم المتحدة بشأنه، ولكني أعتقد أيضا أنه ينبغي على ألمانيا وأوروبا أن تقدم الدعم للأمم المتحدة. ونحن نحاول حالياً توصيل المساعدات إلى الغوطة الشرقية عن طريق الصليب الأحمر الدولي. لقد اتفقْتُ على أن تقدم ألمانيا مرة أخرى للصليب الأحمر مساعدات بقيمة 10 ملايين يورو.
فلنلقِ نظرة على تركيا. لقد قمتم بدور الوسيط وعملتم على التخفيف بعض الشيء من العلاقات المثقلة بالخلافات. هل أنتم فخورون بذلك؟
كلا، أنا لست فخوراً بهذا. أنا سعيد بأننا استعدنا حتى الآن ثمانية مواطنين ألمان من السجون التركية، ولكن أربعة ما زالوا هناك. علينا أن نواصل التعاطي مع هذا الوضع. ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالألمان المسجونين، فتركيا هي جار كبير لأوروبا. علينا أن نبذل كل ما في وسعنا للعودة إلى الحوار والعمل معا فيما يتعلق بقضايا سيادة القانون والعلاقات الاقتصادية وحالة حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير في تركيا.
عُرِف أثناء إجازة نهاية الأسبوع أن حجم الموافقات الخاصة بتصدير الأسلحة الألمانية إلى تركيا في ديسمبر/ كانون الاول ويناير/ كانون الثاني كان عالياً جداً. هل تنكرون حدوث أي نوع من أنواع تبادل المنفعة في حالتي إطلاق سراح يوسيل أو تولو؟
حتى لو ظللت أُسأل عن هذا الأمر بكثرة، فإن الإجابة سوف تبقى هي نفسها: لا يوجد تبادل منفعة أو صفقة.
تم تخفيض تجارة الأسلحة – التي كانت بالفعل عالية المستوى - مع تركيا في أثناء عام 2017 إلى أكثر من النصف، وذلك بعد الصعوبات التي أصابت العلاقة بين بلدينا. وقد عُلِقت صادرات الأسلحة منذ عدة أسابيع بسبب الغزو التركي لعفرين؛ لم نوافق على وجه الخصوص على تحديث الدبابات الذي سبق أن طلبته تركيا. مرة أخرى: لا توجد بالتالي أية صفقات لصالح أي شخص - ولكن هناك خفض هائل في صادراتنا. غير أنه علينا أيضا أن نرى أن تركيا شريك في حلف شمال الأطلسي، لا أحد منا لديه مصلحة في دفعها بين ذراعي روسيا.
مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية
الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام