مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
أفكار مستقبلية من أجل المستقبل بعد كورونا
إن أزمة كورونا مسيطرة على ألمانيا سيطرة قوية. ولكن ماذا بعد؟ في هذا الصدد يوجد ألعاب ذهنية أدخلها باحثون متخصصون في التوجهات الحديثة.
دعونا نتخيل أن أزمة كورونا قد انتهت. وأصبح في مقدور الناس الخروج والالتقاء مرة أخرى دون قيود. هل سنصافح بعضنا البعض؟ هل سنعانق بعضنا البعض؟ هل سنتخلى عن العمل من المنزل؟ وهل سيكون لا يزال لدينا أي عمل؟ يفكر باحثون متخصصون في التوجهات الحديثة بالفعل في العالم بعد فيروس كورونا. إنهم يرون حدوث تحول عميق جراء الجائحة - لكنهم يصيغون رؤى مشجعة للمستقبل.
يقول الباحث في التوجهات الحديثة والكاتب ماتياس هوركس: "سوف نندهش بأن التضحيات الاجتماعية التي كان علينا تقديمها نادراً ما كانت لتؤدي إلى العزلة". يجري مؤسس مؤسسة المستقبل Zukunftsinstitut في فرانكفورت تجربة ذهنية على موقعه الإلكتروني www.horx.com ، حيث يتخيل أن فصل الخريف قد حل بالفعل ويعيد النظر من هذا المنظور إلى حاضرنا الحالي في خضم أزمة كورونا بكل ما تحمله من شكوك وقيود حظر الاتصال.
ومن عجيب المفارقات أن التباعد الجسدي الذي فرضه الفيروس أدى في الوقت نفسه إلى قرب من نوع جديد"، بحسب ما كتبه ماتياس هوركس؟ «التقينا أشخاصاُ لم نكن لنلتقي بهم أبداً. اتصلنا بالأصدقاء القدامى في كثير من الأحيان، وتعززت صلات كانت قد أصبحت ضعيفة وهشة. اقتربت العائلات والجيران والأصدقاء من بعضهم البعض، بل وتخطوا أيضاً في بعض الأحيان الخلافات غير المعلنة. » يواصل هوركس التفكير قائلاً: "نحن مندهشون من مقدار الفكاهة والإنسانية اللتين ظهرتا بالفعل في أيام الفيروس".
تلقى الأفكار والملاحظات حالياً صدى ثري في الشبكات الاجتماعية، ولكن هناك أيضاً صدى مشترك حول القيمة الإعلامية. وهي بالنسبة للبعض أفكار مثيرة، ويشير البعض الآخر إلى عامل عدم اليقين الناتج عن التوقعات.
يفترض عالم النفس الاجتماعي في ماربورج أولريش فاجنر أننا سنحافظ على الأرجح على تغيرات سلوكية لبعض الوقت، سنغير على سبيل المثال طريقتنا في تحية بعضنا البعض. يقول البروفيسور فاجنر: لا أحد يعرف إلى أي مدى سيستمر ذلك. ويشير إلى أنه حتى الآن لم يكن يوجد سوى اعتبارات أولية حول هذا الموضوع. «سواء كانت هناك تغييرات أساسية في السلوك - مثل العمل المتزايد من المنزل، أو التباطؤ أو التأمل الأكبر بدلاً من التقدم المتسارع المستمر - سيعتمد ذلك بشكل كبير على كيفية تغيير استهلاكنا وتوقعاتنا الاستهلاكية أو إذا ما قمنا بذلك بالفعل - وما إذا كانت ستتغير إعادة بناء الاقتصاد بعد الأزمة ».
وفقًا لهاري جاتير، المدير الإداري لمؤسسة Zukunftsinstitut ، يمكن تصور عدة سيناريوهات، مثل الرؤية المتشائمة بعد أزمة كورونا، إذ نجد أنفسنا في "عزلة تامة" ، ويصبح الناس متشككين، وتقل ثقتهم في الآخرين، وتعزل الدول والمجتمعات نفسها.
الافتراض الأكثر إيجابية هو أن يصبح العالم أكثر قوة بعد الأزمة، حيث ينجح الناس في التكيف مع المستجدات، أي أنهم يتكيفون ويتعلمون التعامل بشكل أفضل مع المتغيرات وأن يكونوا أكثر انتباهاً مع بعضهم البعض. يشرح الباحث في شئون التوجهات الحديثة أنه خلال فترة العزل بسبب الكورونا يجب على الناس التدبر في أنفسهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى أن يتعلموا شيئاً. وهذا يعني أننا نعيد ترتيب ما هو مهم وغير مهم بالكامل، وأن نستوعب أن العلاقات والروابط الاجتماعية مع الآخرين هي الأساس الذي يصيغ مجتمعنا ».
وما هو السيناريو الذي سيتحقق؟ يشرح جاتر قائلاً: "مبدئياً ننطلق اليوم من أن التكيف سينجح، ولكن ليس دون قيود". ووفقا لكلامه يمكن أن يحدث شيء يشبه انهيار النظام في بعض المجالات الاقتصادية. وربما تنسحب أيضاً بعض القطاعات من المجتمع "لتفادي المخاطر العالمية تدريجيًا"، مما قد يؤدي إلى إعطاء دفعة للتوجهات القومية على سبيل المثال. واستطرد مضيفاً أنه من المؤكد أيضًا أنه يمكن للجميع المساهمة في تخطي الأزمة إذا ما استغلوا فرص التعلم من الأزمة.
مصدر النص: deutschland.de
الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام