مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
نداء متعدد الأطراف بشأن إفريقيا: لا يمكن التغلب على هذه الجائحة إلا إذا شمل العمل إفريقيا
دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل و17 رئيس دولة وحكومة آخرين من إفريقيا وأوروبا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم أكبر لإفريقيا في مكافحة فيروس كورونا. تم نشر هذا النداء لأول مرة في جريدة "فاينانشيال تايمز".
أدى تفشي كوفيد 19 وانتشاره السريع إلى زيادة العبء على النظم الصحية العامة، وأدى إلى خسائر غير مسبوقة في القطاع الاقتصادي والاجتماعي وفي مجال العمل الإنساني. إن هذا الفيروس لا يعرف حدوداً. تتطلب مكافحته كفاءة قيادية دولية قوية على أساس من المسئولية المشتركة والتضامن. لا يمكن التغلب على هذه الجائحة عالمياً إلا إذا شمل العمل إفريقيا على نحو كامل.
في مقدورنا الفوز في هذه المعركة، ولكن يجب علينا أن نبدأ العمل الآن مع الاستفادة القصوى من الوقت والموارد المتاحة، وإلا فإن الجائحة ستصيب إفريقيا بقوة، وهذا من شأنه إطالة أمد الأزمة العالمية.
على الجانب الإفريقي تتمتع الحكومات والأطباء والعاملون في المجال الطبي والباحثون والمجتمعات المحلية بخبرة ثمينة في الحد من انتشار الأوبئة. إن الاتحاد الأفريقي مس
تعد لدعم الاستجابة المنسقة الجهود من جانب القارة. لقد اتخذت معظم البلدان بالفعل إجراءات قوية لإبطاء انتشار الفيروس وهي مستعدة لبذل مزيد من الجهد. ونحن نرحب بتعيين أربعة مبعوثين خاصين للاتحاد الأفريقي لحشد الدعم الدولي لجهود أفريقيا. وسوف يلعبون دوراً حاسماً في تنفيذ استراتيجيتنا المشتركة.
وحده التعاون الدولى قادر على أن يؤدي إلى النجاح. تؤدي التدابير الفعالة للحد من الوباء إلى ضغوط هائلة على النظم الصحية والاقتصادات وسبل المعيشة للأفراد. ولكي تصمد أمام الصدمة ستحتاج إفريقيا إلى الدعم الكامل من جميع شركائها. يجب على الحكومات والمؤسسات المتعددة الأطراف، وكذلك المنظمات الخيرية وغير الحكومية والقطاع الخاص الاستجابة على الفور لدعوة مجموعة العشرين وتوحيد قواها من خلال جهد متميز لتعزيز الحماية الصحية في أفريقيا.
علينا أن نرتفع بقدرات إفريقيا فيما يتعلق بالاستجابة الصحية في الأزمات، وذلك من خلال العمل سريعاً على دعم قطاع الصحة العام. يجب الاستفادة من جميع الموارد المتاحة للمؤسسات والأجهزة القائمة مثل الصندوق العالمي و"تحالف جافي للقاحات". في الوقت نفسه يجب عدم إضعاف البرامج الموجودة. إننا نرحب بمبادرة الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر مانحين في شهر مايو/ آيار.
يجب وضع حزمة حوافز اقتصادية شاملة لا تقل عن 100 مليار دولار على طريق التطبيق، وذلك بما يتماشى مع الاحتياجات التي قدرها وزراء المالية الأفارقة والأمم المتحدة. والهدف من ذلك هو منح الدول الأفريقية مساحة فيما يتعلق بالسياسة المالية التي تحتاجها لمحاربة الفيروس بموارد تضاف إلى قطاع الصحة العامة والتخفيف في الوقت نفسه من العواقب الاقتصادية والاجتماعية. إننا ندفع بإصرار ولا سيما البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي وبنك التنمية الجديد والمؤسسات الإقليمية الأخرى لاستخدام جميع الأدوات المتاحة ومراجعة لوائح الوصول الخاصة بها وحدود الحصص حتى تتمكن البلدان منخفضة الدخل من الاستفادة من دعمها.
ويتعين علينا أن نقوم على الفور بتجميد كافة خدمات الديون الثنائية ومتعددة الأطراف للدائنين من القطاعين العام والخاص حتى تنتهي الجائحة. من أجل دعم هذه العملية وتوفير مزيد من السيولة لشراء السلع الأساسية والإمدادات الطبية الأساسية يجب على صندوق النقد الدولي أن يقرر على نحو عاجل بشأن تخصيص حقوق السحب الخاصة. وأخيرا نطلب من جميع شركاء التنمية في أفريقيا ضمان بقاء ميزانيات مساعداتهم التنموية دون مساس.
يجب أن نستجيب لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للقيام بمبادرة إنسانية طموحة من أجل أفريقيا على أساس الخطة العالمية للعمل الإنساني ضد كوفيد 19، وذلك لضمان توفير إمدادات غذائية حيوية ولوجستية للمجتمعات، التي تتأثر معظمها بسبب حظر التجول وإجراءات التباعد الاجتماعي ومعدلات العدوى العالية. وهذا يشمل اللاجئين والمهاجرين والنازحين داخلياً. من المفترض أن يكون برنامج الأغذية العالمي مسئولاً عن هذه العملية، التي يتم تنسيقها مع جميع المنظمات المعنية، وينبغي أن تتلقى التمويل المناسب على الفور.
نحن بحاجة إلى دعم آلية تنسيق علمية وسياسية تشمل كل إفريقيا، وتكون مهمتها تنسيق الخبرة الأفريقية مع السياسات العالمية التي تقودها منظمة الصحة العالمية، وتضمن توزيعاً عادلاً للاختبارات والعلاجات واللقاحات عندما تصبح متاحة. ستعتمد هذه الآلية على الجهود المستمرة التي تبذلها منظمات مثل مبادرة اللقاحات الدولية تحالف ابتكارات التأهب الوبائي CEPI والمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض CDC Africa والهياكل الوطنية مثل شبكة معهد باستور. وتحقيقاً لهذه الغاية فإننا ندعو منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي والمنظمات الأخرى المعنية في قطاع الصحة، ولا سيما الصندوق العالمي والتحالف العالمي للقاحات والتحصين والمبادرة الدولية لشراء الأدوية UNITAID ، ندعوهم إلى إعداد خطة عمل مشتركة على أساس المهمة المكلفة بها كل منظمة، وذلك لكي تكون قادرة على تنفيذ التدابير في هذا الصدد.
لقد أظهرت هذه الأزمة مدى ارتباطنا الوثيق. لا يمكن لأي منطقة أن تكسب وحدها المعركة ضد كوفيد 19. إذا لم نتغلب على كوفيد 19 في إفريقيا ، فسوف يصيبنا الفيروس جميعاً مرة أخرى. لذا نعتزم أن نعمل بالتعاون مع مجموعة السبعة ومجموعة العشرين للقضاء على الجائحة في كل مكان، وبناء أنظمة صحية مرنة يمكنها الاستمرار في حماية السكان في المستقبل. إن هذا ليس وقت الانقسام والتنافس السياسي، بل وقت الوحدة والتعاون.
الموقعون:
من إفريقيا:
أبيي أحمد – رئيس وزراء أثيوبيا
بول كاجامي – رئيس رواندا
ماكي سال – رئيس السنغال
سيريل رامافوزا – رئيس جنوب إفريقيا
عبد الفتاح السيسي – رئيس مصر
إبراهيم أبو بكر كيتا – رئيس مالي
جواو لورينسو – رئيس أنجولا
اوهورو كينياتا – رئيس كينيا
موسى فقي – رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي
فيليكس تشيسيدكي – رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية
من أوروبا:
أنجيلا ميركل – مستشارة ألمانيا
ايمانويل ماكرون – رئيس فرنسا
تشارل ميشل – رئيس المجلس الأوروبي
أورسولا فون دير لاين – رئيسة المفوضية الأوروبية
بيدرو سانشيز – رئيس وزراء إسبانيا
جوزيبي كونتي – رئيس وزراء إيطاليا
أنطونيو كوستا – رئيس وزراء البرتغال
مارك روته – رئيس وزراء هولندا
مصدر النص: الحكومة الألمانية
الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام