مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
من أجل السلام والعدالة والاحترام: وزير الخارجية الألمانية فاديفول في المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك

وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول © Photothek Media Lab
بعد 80 عاماً من تأسيس الأمم المتحدة، يتعرض النظام الدولي القائم على القواعد، ومعها الأمم المتحدة، لضغوط كبيرة. إنّ ألمانيا مستعدة لتحمّل مزيد من المسؤولية داخل النظام الدولي، لأنّ تعاوننا الدولي يحتاج إلى الأمم المتحدة. يمكنكم معرفة المزيد هنا.
حين يجتمع ممثلو الدول الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة مرة واحدة في السنة في إطار المناقشة العامة، تتجه أنظار العالم إلى نيويورك. رؤساء الدول والحكومات، ووزراء ووزيرات الخارجية يسافرون مع وفودهم من مختلف أنحاء العالم لعرض مواقفهم. وفي شوارع مانهاتن حول نهر إيست ريفر، وفي مقر الأمم المتحدة، يسود جو من النشاط المحموم. الجمعية العامة – التي تُعقد هذا العام للمرة الـ80 – تتيح تنسيقاً دولياً وثيقاً.
فالخُطب التي تُلقى في قاعة الاجتماعات الشهيرة، التي تحمل شعار الأمم المتحدة الذهبي الكبير، ليست سوى جزء من هذا الأسبوع المكثّف. فعلى هامش الجمعية العامة، تُعقد فعاليات لا حصر لها، تُسمى ”فعاليات جانبية“، تُناقش فيها موضوعات متنوعة، ويتمكن فيها ممثلو المنظمات والمجموعات المدنية من طرح وجهات نظرهم. وبالتوازي مع ذلك، يجتمع وزراء الخارجية لإجراء عديد من المحادثات الثنائية مع نظرائهم. وقد سافر وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول إلى نيويورك من الاثنين 22سبتمبر/ أيلول إلى السبت 27 سبتمبر/ أيلول لرئاسة الوفد الألماني.
الأمم المتحدة في أزمة
بعد 80 عامًا من تأسيسها، تتعرض الأمم المتحدة لضغوط لم يسبق لها مثيل: لا تزال الحرب العدوانية الوحشية التي تشنها روسيا على أوكرانيا مستعرة، ولا يبدو أن هناك حلًا في الأفق للصراع في الشرق الأوسط، وتسود السودان حرب أهلية دامية منذ ما يقرب من عامين ونصف. التطور السريع للذكاء الاصطناعي يجعل أنظمة الأسلحة المستقلة في متناول اليد. يتوقع الناس في جميع أنحاء العالم من الأمم المتحدة أن تكون قادرة على التحرك إزاء هذه القضايا وغيرها.
وزير الخارجية الألمانية فاديفول عن دور الأمم المتحدة
قبل مغادرته، تحدث وزير الخارجية الألمانية فاديفول عن دور الأمم المتحدة قائلاً:
"يمثل ميثاق الأمم المتحدة الأمل في أن القواعد المتفق عليها بشكل مشترك أقوى من العنف التعسفي، وأن المفاوضات تخلق حلولاً أكثر استدامة من هيمنة الأفراد، وأن الحياة الكريمة حق لكل إنسان. لكن هذا الوعد، الذي قطعه العالم على نفسه مع تأسيس الأمم المتحدة قبل 80 عامًا، يتعرض لضغوط لم يسبق لها مثيل.
كما تركز نيويورك على تحديات مُلحة أخرى، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر في جميع أنحاء العالم."
عدم نسيان تغيُّر المناخ
تتعرض المناطق الساحلية والدول الجزرية المنخفضة بشكل متزايد لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر. وسيؤثر ذلك على المدى المتوسط على أكثر من 120 دولة عضو في الأمم المتحدة، مع عواقب بعيدة المدى على سبل العيش والأمن الغذائي - وفي بعض الحالات على وجود دول بأكملها.
لذلك، سيتعاون وزير الخارجية الألمانية فاديفول بشكل وثيق مع مجموعة الدول الجزرية والساحلية الصغيرة SIDS. تضم هذه المجموعة 39 دولة، معظمها في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ولكن أيضًا في المحيط الهندي والمحيط الأطلسي، وجميعها تواجه تحديات مماثلة. تدرك ألمانيا التحديات الخاصة التي تواجهها مجموعة الدول الجزرية والساحلية الصغيرة، التي تعاني بشدة من تغير المناخ على الرغم من مساهمتها الضئيلة في التسبب فيه.
الشرق الأوسط على جدول الأعمال
لا يزال وضع السكان المدنيين في غزة غير محتمل. في نيويورك، أكد وزير الخارجية الألمانية فاديفول على المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، حيث أكد قائلا إنه: يجب الإفراج فوراً عن الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم. يجب تحسين الإمدادات الإنسانية للسكان في غزة بشكل جذري. وفي الوقت نفسه، لا ينبغي إغفال المنظور طويل الأمد للسكان في الأراضي الفلسطينية.
حل الدولتين هو الخيار الوحيد الواقعي الذي يمكن أن يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن في المستقبل. وقد عُقد على هامش الجمعية العامة مؤتمراً يوم الاثنين بدعوة من فرنسا والمملكة العربية السعودية لبحث التنفيذ الملموس لحل الدولتين. وشارك وزير الخارجية الألمانية فاديفول في هذا المؤتمر ليوضح موقف ألمانيا: نحن ندعم بناء الدولة في الأراضي الفلسطينية. لكن الاعتراف بدولة فلسطين يقف بالنسبة للحكومة الألمانية في نهاية عملية التفاوض حول حل الدولتين.
ألمانيا تريد تحمل المزيد من المسؤولية
باعتبارها ثاني أكبر مساهم مالي في منظومة الأمم المتحدة، تعد ألمانيا شريكًا موثوقًا للأمم المتحدة منذ أكثر من خمسين عامًا. تشارك ألمانيا بقوات عسكرية وشرطية ومدنية في بعثات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم. يوجد أكثر من 30 منظمة تابعة للأمم المتحدة تضم ما يزيد عن 1000 موظف في ألمانيا، في مدن مثل بون، وبرلين، وميونيخ، وهامبورج.
يستند التزام ألمانيا إلى قناعة واضحة: لا يمكن حل القضايا العالمية إلا على الصعيد العالمي. ولهذا الغرض، لا غنى عن النظام الدولي القائم على القواعد، والذي يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. ولذلك، تترشح ألمانيا مرة أخرى لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة من 2027 إلى 2028.
صرح وزير الخارجية الألمانية فاديفول في هذا الصدد:
" تقع على عاتق ألمانيا ـ عن حقٍّ ـ توقعات الكثيرين بأننا ندافع عن عالم لا يظل فيه السلام وحقوق الإنسان والتنمية مجرد وعد بعيد المنال. ومن خلال ترشحنا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2027/2028، نود أن نتحمل مرة أخرى مسؤولية إضافية. فنحن ندعم نظاماً دولياً قائماً على القواعد، تضطلع الأمم المتحدة القوية فيه بدور محوري، من أجل التصدي للتحديات العالمية على الصعيد العالمي. وأنا مقتنع تماماً بأن هذا هو أفضل أساس لأمننا وحريتنا وازدهارنا."