كشفت لنا الأسابيع القليلة السابقة على نحو منقطع النظير حتى الآن مدى أهمية تكاتف المجتمع والتصرف على أساس من التآزر – بصرف النظر عن لون البشرة أو المنشأ أو الأصل الوطني والعرقي. ولا سيما في هذا الوقت العصيب، الذي يسيطر فيه مرض كوفيد 19 على حياتنا اليومية، فإنه من المهم أكثر من أي وقت مضى ألا نتيح مجالاً للتمييز والإقصاء وكراهية الناس على أساس طائفي. ولكن علينا أن ندعم بعضنا البعض ونتحكم معاً في التحدي الراهن.

لا تزال العنصرية حقيقة محزنة، وذاك حتى بعد مرور أكثر من 50 عاماً على دخول الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري حيز النفاذ في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي كل بلدان العالم تقريباً. إن الوباء الحالي يظهر بشكل جلي مدى التقارب الفعلي داخل عالمنا المعولم. ويبين لنا أن مثل هذه الحالة الطارئة لا يمكن التغلب عليها بنجاح إلا إذا عملنا معاً وإذا لم نسمح لأنفسنا كمجتمعات بالانقسام.

يجب أن يلقى الجميع نفس الدعم ونفس التسامح ونفس الاحترام. ويمكن للجميع القيام بدورهم لضمان عدم تعرض أي شخص للتمييز على أساس مظهره أو أصله أو اسمه. تشمل الشجاعة المدنية التعبير علناً ضد الآراء والتعليقات العنصرية والدفاع بصوت عالٍ وبوضوح عن قيمنا المنصوص عليها في القانون الأساسي. إنني أناشد الجميع من النساء والرجال العمل على تقديم الدعم دون أي تمييز للذين يجتاجون إلى حالياً مساعدتنا. إن اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري يذكرنا بأنه يجب علينا مواصلة العمل بحزم من أجل ضمان عدم وجود مكان للأفكار العنصرية في حاضرنا.