مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

القيام بدوريات عسكرية ضد منتهكي الحظر

10.08.2020 - بيان صحفي

عملية بحرية باستخدام الطائرة طراز لوكهيد بيه-3 أوريون في إطار عملية EUNAVFOR MED IRINI  إيريني.

بقلم كريستيان بوك

تخضع ليبيا لحظر الأسلحة المفروض من جانب الأمم المتحدة، وهذا يعني عدم دخول أسحلة إلى ليبيا أو خروج أسلحة منها. هذا من الناحية النظرية. لو أن الجميع التزم بذلك لكان النزاع انتهى منذ وقت طويل. غير أنهم لا يفعلون ذلك، وهذا ما يهدد باستمرار تفاقم النزاع.

دعت الحكومة الألمانية داعمي أطراف النزاع إلى مؤتمر برلين بشأن ليبيا في يناير/ كانون الثاني 2020. في هذا المؤتمر أقر رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية وثيقة ملزِمة. البند الأهم فيها هو أنه على الجميع الالتزام بالحظر.

ولمراقبة ذلك قرر الاتحاد الأوروبي في مارس / آذار إطلاق العملية العسكرية EUNAVFOR MED IRINI  إيريني. تشارك فيها القوات المسلحة الألمانية حتى الآن بطائرة استطلاع بحرى بعيد المدى من طراز P-3C Orion ، وتشارك منذ منتصف أغسطس / آب بالفرقاطة "هامبورج".

ماذا يعني هذا تحديداً؟

طاقم دورية طائرة الاستطلاع البحري المكون من 12 فرداً يستعد لمهمة المراقبة فوق البحر المتوسط. مازال الظلام حالكاً عند قيام الطاقم بالتحرك انطلاقاً من قاعدة الطائرات البحرية رقم 3 في مدينة نوردهولتس للوقوف على المناخ وظروف المهمة الموكلة إليهم. يتم تحميل الطائرة ذات المحركات الأربعة وتزويدها بالوقود. المهمة تتمثل في مراقبة منطقة بعينها قبالة بنغازي. وهذا الموقع على مسافة تعتبر بعيدة جداً عن نوردهولتس. إنه سيكون يوماً طويلاً.

أشارك اليوم في الدورية كضيف، تحديداً "كعضو إضافي لطاقم الطائرة". استبدلت بمكتبي، بصفتي مفوضاً لوزارة الخارجية لشئون الشرق الأوسط، مقعداً للقفز (شيء يشبه المقعد القابل للطي) على متن دورية بحرية عمرها أكثر من 30 عاما ً، استبدلت ببدلتي يونيفورم. العودة إلى الخدمة العملية بعيداً عن المكتب! يرافقني قبطان فرقاطة من قيادة عمليات التدخل في بوتسدام. نريد أن نرى ما إذا كان يمكن تحقيق الهدف السياسي للبعثة وكيف يمكن ذلك.

ما الذي يمكن فعله من الجو ضد شخص يقوم عن قصد وغالباً متخفياً على نحو جيد بتحميل أسلحة ثقيلة على متن سفينة تجارية مدنية ونقلها إلى ليبيا، كما لو كانت هذا الأسلحة أجولة دقيق أو آلات حصد؟ سوف أتعلم اليوم الكثير بشكل مدهش. وأتعرف بالتأكيد أيضاً إلى هذا القبطان أو ذاك ممن كان يظن أنه سيبقي مجهولاً، ولكنه لا يمكن أن يبقى متخفيًا بالنسبة طائرة الاستطلاع البحري P-3C Orion ، التي تم إعدادها في الأصل لصيد الغواصات.

نصل إلى المنطقة البحرية المحددة، والآن يمكن أن تبدأ العملية. بعد انتهاء مرحلة إقلاع الطائرة، يصبح رمز النداءGerman Navy 4530  اسماً مستعاراً تكتيكياً يشبه في دويه ما جاء في فيلم توب جنTop Gun .  في الساعات القليلة القادمة سنصبح دورية بحرية في الجو للبحث عن السفن المشبوهة والعثور عليها. يديرها أدميرال إيطالي عبر مركز إرسال سفينة يونانية. نحن أوروبا.

أجهزة الاستشعار الموجودة بالطائرة ترصد كل شيء. كل ما يلتقطه الرادار يتم فحصه. هل هي سفينة أم مجرد ثلاجة في البحر؟ هل تم تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الذي يرسل بيانات التعريف والملاحة على النحو المنصوص عليه؟ إذا لم يكن الوضع كذلك =، فلماذا إذًا؟ هل لدى القبطان أي شيء يخفيه؟

العمل الآن داخل المحطات (يشبه المكاتب الطائرة حيث تكتظ بأزرار وشاشات) أصبح يجري على قدم وساق. يتصل المشغلون ذوو الكفاءة العالية بالسفينة عبر اللاسلكي، ويشرحون بأدب ولكن بحزم التفويض الممنوح لهم من قبل الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويسألون عن وجهة السفينة وشحنتها. هل التسجيل المدون على هيكل السفينة يتطابق مع سجلها الملاحي؟ لا شيء يفلت من الكاميرا الموجودة على متن الطائرة. إذا بدا شيء مريباً، فسيتم التحقيق فيه لاحقاً؛ ثم يحال الملف إلى لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن في نيويورك، وإذا لزم الأمر يحال إلى المحكمة.

لا يمكن بالطبع توقيف سفينة وتفتيشها من الجو. وليس من السهل أيضاً القيام بذلك على سطح الماء إذا امتنعت الدولة التابعة لها السفينة عن القيام بذلك. لكن عملية إيريني التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي يمكن أن ترفع تكلفة انتهاك الحظر. يمكنها فرض عقوبات على شركات الشحن، ويمكنها طرح أسئلة محرجة على الحكومات الأخرى، ويمكنها توثيق الانتهاكات ونشرها على الملأ. على أي حال لن يمر تهريب الأسلحة إلى ليبيا دون متابعة من خلال عملية الاتحاد الأوروبي هذه، لا عن طريق الشحن البري ولا الجوي. وذلك من خلال الصور التي يلتقطها مركز الأقمار الصناعية التابع للاتحاد الأوروبي.

تهبط الطائرة P-3C مرة أخرى في المساء وعلى متنها 12 فرداً بالإضافة إلى فردين آخرين، مرهقون إلى حد ما، لكنهم راضون. يتم إعداد ومقارنة ومعالجة الكثير من البيانات الموجودة في الحقائب. قد نحتاج إليها في وقت لاحق كدليل إثبات لاتخاذ إجراءات ضد الشركات أو الأشخاص الذين تحايلوا على حظر الأسلحة. إذا حققنا ذلك، أو الأفضل من ذلك، إذا انخفض عدد السفن المشبوهة نكون قد حققنا هدفنا. وتكون البحرية قد قدمت اليوم مساهمة في هذا الشأن.

إلى أعلى الصفحة