مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

ختام "كوب27": تصريح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك

20.11.2022 - بيان صحفي

في ختام مؤتمر المناخ بشرم الشيخ صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني بما يلي:

كان من الواضح دائمًا أن مؤتمر الأطراف هذا لن يكون سهلاً. أما ما يتعلق بنتائج المؤتمر، فإن الأمل والإحباط مُتقاربان. لقد كان مما يبعث على التفاؤل أن نرى ما يمكن تحقيقه عندما تجتمع الدول عبر حدود الشمال والجنوب القديمة. لقد حققنا تقدمًا كبيرًا في مجال العدالة المناخية – وذلك من خلال تحالف كبير من مجموعة من الدول، بعد سنوات من الركود. تمكنا أيضًا من تجنب التراجع عن توافقات جلاسكو وباريس، فضلًا عن الدفاع عن هدف 1.5 درجة.

إنه أمر محبط للغاية أنه بسبب عرقلة بعض القرارات من قِبَل بعض الدول المتسببة في كميات كبيرة من الانبعاثات، والدول المنتجة للنفط، فقد تم تعطيل الخطوات، المتأخرة بالفعل، لتقليل الوقود الأحفوري والتخلص التدريجي منه. نتيجة لذلك، يفقد العالم وقتًا ثمينًا في التحرك نحو هدف 1.5 درجة.

ينتهي مؤتمر الأطراف يوم الأحد، ولكن عملنا من أجل المزيد من حماية المناخ سيستمر يوم الاثنين. لأننا كدول صناعية، التزمنا بزيادة جهودنا بشكل ملحوظ.

وفقًا لما تم الاتفاق عليه في جلاسكو، تمكنا من الالتزام ببرنامج للحد من الانبعاثات في جميع القطاعات، ويصاحب ذلك عملية مراجعة سياسية سنوية قوية. ومع ذلك، فقد قمنا نحن الأوروبيين، مثل البلدان الأكثر تضررًا، بحملات من أجل التوصل إلى درجة من الالتزام تكون أكبر بوضوح. إلا أن تحالف، بالدرجة الأولى من الدول الغنية بالنفط وبعض الدول المتسببة في كميات كبيرة من الانبعاثات، قد منعت تحقيق ذلك، ووضعت أمامنا عقبات غير ضرورية في طريق 1.5 درجة.

طالبنا، نحن الأوروبيين، في البيان الختامي بالتزام واضح بالتخلص التدريجي العالمي من الوقود الأحفوري، وكان هناك الكثير من الدعم لهذا المَطلب - ولكن كانت هناك أيضًا مقاومة مريرة من عدد قليل من البلدان.

اليوم، قدم العالم أيضًا التزامًا واضحًا بالتخلص التدريجي من الفحم، كما اعترف للمرة الأولى بالدور المركزي للطاقات المتجددة. لم يكن ذلك متوقعا بأي حال من الأحوال في الأيام القليلة الماضية. جنبًا إلى جنب مع شراكات المناخ والتنمية التي أبرمناها في أثناء مؤتمر الأطراف - بالإضافة إلى المفاوضات في إطار الأمم المتحدة - مع جنوب إفريقيا وإندونيسيا وكينيا ومصر، فإن هذا يعطي زخمًا لانتقال الطاقة العالمي.

تم تحقيق تقدم كبير في مؤتمر الأطراف فيما يتعلق بالخسائر والأضرار. لقد عملنا بشكل مكثف خلال الأشهر القليلة الماضية لوضع هذا الموضوع على جدول الأعمال لأول مرة، وتمكنا أيضًا من إشراك البلدان الصناعية الأخرى. يقوم المجتمع الدولي بإنشاء آليات تمويل مشتركة لتقديم المساعدة، التي تستهدف الدول الأكثر تضررًا بسبب الكوارث المناخية. وبالتالي فإننا نفتح فصلاً جديداً في سياسة المناخ، حيث توجد اليوم حاجة ماسة لذلك العمل، وخصوصًا في ضوء مأساة أزمة المناخ في العديد من البلدان. لقد تمكنا من ضمان تركيز المساعدة على البلدان الأكثر تأثرًا، وقد شرعنا على الأقل في عملية لفتح آفاق جديدة في التمويل، وأيضًا لجعل البلدان المسؤولة اليوم بصورة رئيسية عن الانبعاثات تتحمل مسؤوليتها - حتى لو كانت العديد من الأسئلة لا تزال مفتوحة ومثار جدل.

حقيقة أن مؤتمر المناخ هذا في النهاية لم يفشل تمامًا، على الرغم من عرقلة بعض القرارات، وأوجه القصور في التنظيم، يرجع أساسًا إلى التحالف الذي تكوّن بشكل تدريجي بين الدول عبر مختلف القارات: الاتحاد الأوروبي والدول الصناعية الأخرى والدول الجزرية الصغيرة وعدد كبير من دول أمريكا اللاتينية، والدول الأقل نموا. لم يعُد بإمكان أحد الاختباء وراء التناقضات القديمة بين الشمال والجنوب للتهرب من مسؤوليته عن حماية المناخ. وقد أوضح هذا أيضًا مَن الذي قام هنا بعرقلة الجهود.

ومع ذلك، تُظهر نتائج مؤتمر الأطراف هذا أيضًا أن العملية يجب أن توضع بقوة أكبر في أيدي الدول المتعاقدة - وأن تحقيق نتائج طموحة يحتاج إلى إتاحة العمل دون عوائق لمجتمع مدني حر وقوي.

إلى أعلى الصفحة