عندما أصبح نظام روما الأساسي بعد مفاوضات طويلة وصعبة حقيقة واقعة قبل ربع قرن، ساعد هذا النظام أخيرًا فكرة عمرها قرون على تحقيق نقلة مهمة: السلام عن طريق القانون. حاز أساس مجتمعنا العالمي، وهو القانون الدولي، على لبنة جديدة من خلال المحكمة الجنائية الدولية. تقبلت الدول أخيرًا فكرة أن أخطر الجرائم التي تمس المجتمع الدولي ككل لا يمكن أن تمر دون عقاب.

في نظر الجناة تعد المحكمة الجنائية الدولية بالفعل سيف حاد. وفي نظر الضحايا هي الأمل في ألا تمر معاناتهم دون عقاب الجناة. لذلك يؤلمنا جدًا وجود فجوة واحدة في المُلاحقة الجنائية تتمثل في: جريمة العدوان، وهي الجريمة التي تُرتكب ضد أثمن ما نملك: سلامنا. ما زالت العقبات التي تواجه المُلاحقة الجنائية كبيرة للغاية في هذا الصدد. يجب ألا يُسمح لأحدٍ في القرن الحادي والعشرين بشن حروب عدوانية والإفلات من العقاب. هذا هو السبب في أننا نريد تطوير القانون الدولي بشكل أكبر بالتعاون مع الشركاء، بحيث يكون مناسبًا لواقعنا في القرن الحادي والعشرين.

تتجلى وحشية الحرب الروسية بشكل خاص في مصير الآلاف من الأطفال، الذين تم اختطافهم من أوكرانيا إلى روسيا. ممن لا تسلبهم روسيا طفولتهم فحسب، بل تسلبهم أيضًا هويتهم ومستقبلهم. إن حقيقة أن المحكمة الجنائية الدولية قد بدأت بالفعل التحقيقات هي خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة بالنسبة للأطفال وعائلاتهم.