إنني أشعر بقلق عميق إزاء التصرفات الحالية للجيش الإسرائيلي في رفح. الناس هناك مرتبكون تماما ولم يعد لديهم أي أماكن آمنة للفرار إليها. إلا أن حماية السكان المدنيين يجب أن تكون لها الأولوية القصوى. وهذا ما لم يتحقق حتى الآن. وهذا ليس أمرا وخيم العواقب لشعب غزة فحسب، بل أيضا لأمن إسرائيل. إن الأولوية لدولتنا هي دعم أمن دولة إسرائيل. ويعني أيضًا القيام بكل شيء لضمان عدم خسارة إسرائيل لنفسها في هذه الحرب.

لقد أوضحنا منذ البداية أن سيناريو الإرهاب يجب ألا ينجح. ولذلك بذلنا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول كل ما في وسعنا للمساعدة في تخفيف المعاناة الإنسانية للسكان المدنيين. وشددنا على أن الدفاع العسكري عن النفس يجب أن يكون موجها نحو حركة حماس الإرهابية، وليس ضد الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين الأبرياء.

الواضح أن حماس بوسعها إنهاء معاناة الناس في غزة على الفور. ولكن من الواضح أيضاً أنه لا يمكن تحقيق النصر في الحرب ضد حماس على المستوى العسكري وحده. وبدون الأماكن الآمنة والدواء والغذاء والوقود - وهي أبسط الأشياء التي يحتاجها المرء للعيش - لن تنشأ سوى معاناة جديدة وكراهية جديدة. كما أن المزيد من القنابل والمزيد من الدبابات في رفح يعرض الرهائن للخطر.

رغم صعوبة تحقيق كل شبر من التقدم، فإننا لن نتوانى عن بذل جهودنا الدبلوماسية. وتستمر المفاوضات من أجل وقف فوري لإطلاق النار. ولا تزال الجهود مستمرة لإنقاذ الرهائن. مساعداتنا الإنسانية مستمرة. وقبل كل شيء، لا نغفل عن اليوم التالي للحرب في غزة. يوم لا تشكل فيه حماس تهديدا، يوم يعيش فيه الفلسطينيون في دولتهم، يوم تكتسب فيه إسرائيل القوة والأمن من خلال العلاقات الجيدة مع جيرانها.