مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

تصريح وزير الخارجية الألمانية فاديفول قبل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في المناقشة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة

٢٢.٠٩.٢٠٢٥ - مقال

قبل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في المناقشة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، صرّح وزير الخارجية الألمانية فاديفول يوم 22 سبتمبر/ أيلول 2025 بما يلي:

إن ميثاق الأمم المتحدة يمثل الأمل في أن القواعد المتفق عليها جماعياً أقوى من العنف التعسفي، وأن المفاوضات تخلق حلولاً أكثر استدامة من هيمنة الأفراد – وأن تكون الكرامة الإنسانية حقاً لكل إنسان. غير أن هذا الوعد، الذي منحته البشرية لنفسها مع تأسيس الأمم المتحدة قبل 80 عاماً، يتعرض اليوم لضغوط لم يشهدها من قبل. 

اليوم تُستخدَم أسراب الطائرات المسيّرة، وعروض الصواريخ، والتهديدات النووية لزعزعة الإيمان بقوة القانون. فبهجومه الحربي العدواني المخالف للقانون الدولي ضد أوكرانيا، يوجّه بوتين ضربته ضد كل ما تمثله الأمم المتحدة. أما إيران، فقد عملت منذ سنوات على تخصيب مخزونها من اليورانيوم بشكل واسع، ورفضت التفتيش الكامل على برنامجها النووي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبذلك تسلك طريقًا لا يمكن للعالم السماح به. وفي السودان تشتعل حرب أهلية تسببت في أسوأ كارثة إنسانية في الحاضر. وفي هايتي تُسيطر العصابات المسلحة على السكان باستخدام العنف. كما يهدد ارتفاع مستوى البحار أسس الحياة للبشر في مختلف أنحاء العالم، ولا يزال ملايين الناس يعيشون في فقر وتخلّف.

تتجه أنظار المجتمع الدولي في هذه الأيام بشكل خاص أيضًا إلى الشرق الأوسط، حيث إنه بعد مرور عامين على الهجوم الإرهابي الذي شنّته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لا يلوح في الأفق حتى الآن أي مخرج من الصراع. ما تحتاجه المنطقة الآن هو وقف فوري لإطلاق النار، وزيادة ملموسة في المساعدات الإنسانية لسكان غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن. إن الهجوم على مدينة غزة هو الطريق الخاطئ تمامًا. كما أن أي خطوات نحو ضم غير قانوني لأراضٍ محتلة تُقوِّض فرصة التوصل إلى حل مستدام للصراع. ورغم بُعد هذا الحل في هذه الساعات تحديدًا، فإن حل الدولتين القائم التفاوض هو الطريق الذي يمكن أن يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين حياة في سلام وأمن وكرامة. أما بالنسبة لألمانيا، فإن الاعتراف بدولة فلسطينية يأتي بالأحرى في نهاية العملية. لكن مثل هذه العملية يجب أن تبدأ الآن.

عندما تجتمعُ دولُ العالم هذه الأيام في نيويورك، فإنها ستسعى لإيجاد حلولٍ لكل هذه الأزمات والنزاعات والحروب. فالأمم المتحدة هي المنتدى الوحيد والضروري الذي يجمع العالم. ولهذا، نحن بحاجة إلى منظمة قوية وقادرة على العمل. ومن هذا المنطلق، تدعم ألمانيا مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة "الأمم المتحدة 80"، وتدعم القيام بإصلاحات عميقة. ويشمل ذلك أيضًا التزامنا بمجلس أمن يُجسّد أخيرًا ملامح عالم القرن الحادي والعشرين – ويمنح بذلك أيضًا بلدان أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية الصوت والوزن المناسبين.

 

يتوقع الكثيرون من ألمانيا، وبحق، أن تدافع عن عالم لا يبقى فيه السلام وحقوق الإنسان والتنمية مجرد وعود بعيدة المنال. ومن خلال ترشحنا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعامي 2027/2028، نرغب مجدداً في تحمّل مسؤولية إضافية. فنحن ندعم نظاماً دولياً قائماً على القواعد، تكون فيه الأمم المتحدة القوية في المركز، من أجل مواجهة التحديات الدولية على نحو عالمي. وأنا على قناعة راسخة بأن هذا يشكل أيضاً أفضل أساس لأمننا وحريتنا وازدهارنا.

 

إلى أعلى الصفحة