لشهور طويلة، لم تمر سوى كميات قليلة جدًا من المساعدات عبر الحدود إلى غزة، ولا تزال الأوضاع الإنسانية هناك كارثية. ومع الاتفاق بين إسرائيل وحماس، عاد الأمل من جديد للسكان المدنيين الذين يعانون. ستعمل ألمانيا الآن على توسيع دعمها الإنساني بسرعة أكبر، من أجل مساعدة سكان غزة في إعادة الإعمار وتوفير الاحتياجات الأساسية للحياة.

فالوضع الإنساني في قطاع غزة ما زال مأساويًا: فبحسب بيانات الأمم المتحدة، أُجبر نحو 1.9 مليون شخص – أي ما يعادل حوالي 90٪ من السكان – على النزوح داخل القطاع. وقد اضطر كثير منهم إلى الفرار مرات عدة، ويعيشون الآن في ملاجئ مؤقتة، تفتقر إلى الإمدادات الكافية من المياه والغذاء والرعاية الطبية.
أكد وزير الخارجية الألمانية فاديفول أن وقف إطلاق النار كان ذا قيمة لا تُقدر بثمن لشعب غزة: "بفضل هذا الاتفاق، يمكن لسكان قطاع غزة، الذين يعانون، أخيرًا أن يأملوا في الحصول على المساعدات الطبية والغذاء والماء. وهذا يُظهر أن التفاهم والدبلوماسية لا يزالان ممكنين وضروريين".

أولويات المساعدات الألمانية

تركز ألمانيا دعمها على الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا: الغذاء والماء والرعاية الطبية. منذ بداية الصراع، تعمل العديد من المنظمات الألمانية والدولية - بما في ذلك الصليب الأحمر الألماني، ومنظمة يوهانيتر، ومنظمة كير الدولية، وأوكسفام - على ضمان توفير الخدمات الأساسية. وتدير هذه المنظمات عيادات متنقلة، وتوفر مرافق لمعالجة المياه، وتقدم الدعم النفسي والاجتماعي، وغيرها من الخدمات الأخرى.

بدعمٍ من ألمانيا، يزوّد كلٌّ من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي الأطفالَ والأسرَ بالأغذية، بما في ذلك حليبُ الرُّضَّع والأغذيةُ التكميلية، للوقاية من سوء التغذية. كما تعمل منظمة الصحة العالمية. وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تحسين الرعاية الصحية والتعامل مع إدارة النفايات لمنع تفشي الأمراض.

الدعم المالي من ألمانيا

مباشرة بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، خصصت وزارة الخارجية الألمانية مبلغًا إضافيًا قدره 29 مليون يورو للمساعدات الإنسانية. وقد تم تخصيص هذه الأموال لدعم عمل الأمم المتحدة، ولا سيما برنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية. وبذلك رفعت ألمانيا إجمالي مساعداتها للمناطق الفلسطينية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 375  مليون يورو.

تسعى ألمانيا من خلال هذا الدعم إلى المساهمة في تخفيف معاناة السكان المدنيين وإرساء الأسس لتحسين مستدام لظروف المعيشة في غزة. ويُعتبر وقف إطلاق النار خطوة أولى، لكنها حاسمة على طريق تحقيق مزيد من السلام والأمن والإنسانية في المنطقة.