مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
السودان: دعم الانتقال نحو الديمقراطية
إن الانتقال الديمقراطي في السودان يعتبر فرصة تاريخية بالنسبة لهذا البلد. وهذه الفرصة تتيح أيضاً رؤية للاستقرار والسلام في المنطقة بأسرها. تساهم ألمانيا من أجل مواكبة تحول البلاد.
السودان بعد الثورة
يقف السودان بعد الثورة السلمية التي حدثت في العام الماضي أمام نقطة تحول تاريخية - بعد ثلاثة عقود من الحكم الديكتاتوري، يجب أن تعمل الآن حكومة مدنية مؤقتة بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على تمهيد الطريق للسلام والديمقراطية. من المزمع أن تستمر المرحلة الانتقالية لمدة 39 شهراً، وسيقوم الجيش والمدنيون على التوالي بتعيين رئيس الدولة. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات العامة الحرة عقب المرحلة الانتقالية.
حددت الحكومة الانتقالية لنفسها أولويتين رئيستين، وهما وضع البلد اقتصادياً على قدمين ثابتتين، والتفاوض مع الجماعات المسلحة بشأن عقد اتفاقية سلام. فقط معاهدة سلام مقبولة من جميع الأطراف يمكنها أن تحسن الوضع بشكل دائم وتسوية النزاعات الأساسية. ومع ذلك يجب في المقام الأول أن تخرج البلاد من الأزمة الاقتصادية الحادة، والتي تمثل عبأً شديداً بالنسبة للسكان. لا يزال السودان واحداً من أفقر دول العالم، كما أنه مثقل بالديون. إلى جانب السلام يعد استقرار الاقتصاد وإعادة دمج البلاد في الاقتصاد العالمي شرطين أساسيين لتحقيق انتقال ديمقراطي ناجح ومستدام.
يوناميد: من حفظ السلام إلى بناء السلام
التطورات في الخرطوم لها تداعيات تؤثر على الوضع في إقليم درافور في غرب البلاد. إن بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) مستمرة في القيام بدور مهم في تحقيق الاستقرار في دارفور. ألمانيا هي الدولة الغربية الوحيدة التي تشارك في هذه البعثة بجنود ورجال شرطة. مدَّد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالاتفاق مع الحكومة السودانية الجديدة، بعثة يوناميد حتى نهاية أكتوبر / تشرين الأول 2020.
يجب أن يظل المجتمع الدولي منخرطاً في العمل حتى يتم تجنب العودة إلى صراع مفتوح. سيدور الأمر في الأشهر المقبلة حول الانتقال بجهود الأمم المتحدة من حفظ السلام إلى بعثة توطد أسس السلام وتدعم الانتقال وتسهم في على حماية السكان.
فرصة تاريخية
إن الانتقال الديمقراطي في السودان يعتبر فرصة تاريخية للبلاد لاجتياز إرث حقبة البشير. ويتيح في الوقت نفسه رؤية للاستقرار والسلام في المنطقة بأسرها، التي تمر بمرحلة تحول، مثلها مثل إثيوبيا المجاورة. من أجل ضمان النجاح الطويل المدى للثورة السلمية من المهم للغاية الآن دعم الحكومة المدنية الانتقالية في السودان. السودان بحاجة إلى مساعدة الشركاء الدوليين والإقليميين لتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية الشديدة الإلحاح.
لقد استجابت الحكومة الألمانية مبكراً للتطورات في السودان وهي تسهم على الصعيد الثنائي وفي إطار الاتحاد الأوروبي وعلى أساس متعدد الأطراف لمواكبة التحول في البلاد. كان وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس أول وزير خارجية غربي يسافر إلى السودان بعد فترة قصيرة من تشكيل الحكومة الانتقالية، وسيزور الرئيس الألماني شتاينماير البلاد في نهاية فبراير/شباط. ومن المقرر عقد اجتماع بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك هذا الأسبوع.
مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية