مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

الأردن: لاجئون خارج الصورة

01.03.2020 - مقال
الأردن: لاجئون خارج الصورة
الأردن: لاجئون خارج الصورة© Medair/Mona van den Berg

ليس كل اللاجئين السوريين يعيشون في المخيمات. من الصعب على وكالات الإغاثة الإنسانية الوصول إلى مَن يعيشون خارج المُخيمات، ولذلك غالبًا لا يتم تلبية احتياجاتهم. تعمل منظمة "ميدير" الإنسانية Medair، وبتمويل من المساعدات الإنسانية الألمانية، على التأكد من وصول المساعدة إلى جميع اللاجئين في الأردن الذين يحتاجون إليها.

"لا يمكن العثور على الخيمة التي تعيش فيها سعدية وعائلتها على مشارف عمان لا على خريطة أو باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي GPS. لم يتم تسمية الطرق، كما أن البيوت دون ترقيم، مما اضطر فريق عمل "ميدير" لقضاء ساعة تقريبًا في محاولة العثور على المكان الذي تعيش فيه هي وعائلتها.

تأتي سعدية وعائلتها في الأصل من سوريا، إنهم الآن لاجئين "غير مقيمين في مخيم للاجئين" في الأردن، وهو مصطلح يستخدم لوصف أسر اللاجئين الذين يعيشون خارج مخيم للاجئين. تشير إحصائيات الأمم المتحدة الأخيرة إلى أن 84%من اللاجئين السوريين يعيشون خارج مخيمات اللاجئين الرسمية في الأردن.

تصبح العائلات النازحة التي لا تعيش في مخيم رسمي للاجئين أقل وضوحًا أمام وكالات الإغاثة الإنسانية التي تسعى إلى خدمتها. يكون تقييم الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها أمرًا سهلًا نسبيًا عندما يعيش السكان في منطقة جغرافية واحدة، ولكن هذا يصبح معقدًا عندما يستقر اللاجئون في مناطق نائية أو في وسط مركز حضري كبير.

تعمل منظمة "ميدير" عن كثب مع المنظمات الأخرى لإنشاء أنظمة "إحالة" يمكن من خلالها إحالة اللاجئين الذين لا يعيشون في مخيم رسمي على الجهات الداعمة؛ والأهم من ذلك أننا نعتمد على أشخاص مثل سعدية، لأنهم يلعبون دورًا كبيرًا في تمكيننا من تقديم الدعم للأسر التي لا تعيش في مخيم رسمي للاجئين، والتي من المحتمل أن نكون غير قادرين على العثور عليها.  

التقينا للمرة الأولى بسعدية في عام 2018، عندما أحالت منظمة أخرى أسرتها إلينا لتلقي المساعدة في تغطية الفواتير الطبية المرتبطة بعملية جراحية أنقذت حياة حفيدها الرضيع. استمر زملاؤنا في مقابلة أسرة سعدية بشكل منتظم، وبدأت سعدية، التي كانت تحمي بشدّة أسرتها والمجتمع الصغير للاجئين السوريين المحيطين بها في تعريفنا بعائلات اللاجئين الأخرى التي تحتاج إلى الدعم.


بفضل سعدية قابلنا السيدة/ إيمان، صديقة عائلتها، تلك السورية زميلتها في اللجوء، والتي كافحت في وقت سابق من هذا العام لتغطية النفقات الطبية لولادة ثلاثة توائم. نحن ندعم حاليًا امرأة سورية شابة أُخرى من المقرر أن تلد الشهر المقبل، ونقوم الآن بتقديم الرعاية المتواصلة لأحدث أحفاد سعدية، عباس الصغير، الذي ينام الآن بهدوء في مهد مُعلق من سقف الخيمة التي تعيش فيها سعدية.

تعتمد قدرتنا على خدمة اللاجئين اللذين لا يعيشون في مخيم رسمي للاجئين في الأردن على الأسر التي نخدمها بقدر ما تعتمد على شراكاتنا الهامة مع المنظمات الأخرى. إنها شهادة على الوقت الذي يستغرقه زملاؤنا الأردنيون في التعرف على فُرادى الأسر التي نخدمها، والعمل عن قرب معهم ومع مجتمعاتهم لضمان عدم نسيان أي أسرة - حتى لو كانت مُختفية على مرأى من الجميع، خارج إطار الصورة."

مصدر النص: منظمة ميدير

المحتويات ذات الصلة

إلى أعلى الصفحة