مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال
وزير التعاون الإنمائي الألماني يجعل من حقوق الأطفال في العالم مرتكزاً من مرتكزات الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي
صرح وزير التعاون الإنمائي الألماني جيرد مولربمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال بما يلي: "يولد كل يوم 250
ألف طفل. ولهم جميعهم الحق في الحياة بكرامة. تعتبر اتفاقية حقوق الطفل الاتفاقية التي حظيت بأكبر عدد من التوقيعات.
غير أن الواقع يبدو قاسياً، حيث ينشأ 400 مليون طفل حول العالم في فقر شديد. يضطر 150 مليون طفل كل يوم إلى العمل في مزارع البن أو المحاجر، ويعمل نصفهم تقريباً في ظروف خطرة ويتعرضون للاستغلال. معظمهم يعيشون في أفريقيا، حتى أن عمالة الأطفال واصلت ارتفاعها هناك في السنوات الأخيرة.
ثمانية ملايين طفل على الأقل يتم استعبادهم ويُباعون دون حقوق. ويعتبر الاعتداء الجنسي على الأطفال أحد أكثر أشكال هذا الاستغلال وحشية. كما تعتبر الزيادة في الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت مظهراً مأساوياً على نحو خاص. وقد تضاعفت مثل هذه الحالات ثلاث مرات في الفلبين وحدها.
وحتى قبل الجائحة كان التقدم في مكافحة عمل الأطفال واستغلالهم بطيئاً. وحالياَ تهدد أزمة كورونا بحدوث انتكاسات هائلة: الملايين من الآباء عاطلون عن العمل – ولا يحصلون على مزايا العمل لوقت قصير أو الضمان الاجتماعي الأساسي. الوضع مأساوي بالنسبة للعديد من العائلات. يؤدي كوفيد 19 بالفعل في عديد من البلدان النامية إلى جوع شديد وأزمة اقتصادية. تم قطع طرق النقل وهناك نقص في الغذاء والبذور الزراعية. مليار طفل لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة وبذلك لا يحصل كثير منهم على الوجبة الوحيدة في اليوم. كان الناس يعانون الجوع قبل قدوم الجائحة. وبسبب الجائحة هناك 130 مليون شخص، بحسب تقدير الخبراء، معرضون أيضاً لخطر المجاعة - معظمهم من الأطفال. كورونا تدفع 40 مليون طفل هذا العام إلى معاناة الفقر المدقع. وبسبب الأزمة التي تكابدها عديد من الأسر الفقيرة وحظر التجول يقع مزيد من الأطفال ضحايا للاستغلال الجنسي. لا يمكننا تجاهل هذا الوضع. علينا أن نفعل كل شيء لوقف هذا.
لذا فإننا نجعل مكافحة عمل الأطفال والاستغلال الجنسي محور اهتمام الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي. سوف نعمل تحديداً، من بين أمور أخرى، على وضع الأسس لقانون سلسلة التوريد الأوروبية، ومن ثم تلتزم جميع الشركات الكبرى بدفع أجور عادلة وإنهاء عمالة الأطفال في الأماكن التي يتم فيها إنتاج أحذيتنا وملابسنا وقهوتنا.
ولهذا السبب يجب أن يكون من الواضح بالنسبة لنا أننا في أوروبا نشارك أيضاَ في المسئولية. عديد من العائلات لم تكن تكسب سوى أجور زهيدة، حتى قبل الأزمة. تعمل الخياطة في بنجلاديش 14 ساعة في اليوم مقابل أجر بالساعة 25 سنتا، ستة أيام في الأسبوع. لا يمكن لعائلة أن تعيش بهذا القدر الضئيل من الدخل. إحدى النتائج المترتبة على هذا هي أن عديد من الأطفال يضطرون إلى العمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة حتى تتمكن العائلات بطريقة ما من تغطية نفقاتها. فيعمل في غرب أفريقيا مليونا طفل في مزارع الكاكاو – وذلك أيضاً من أجل إنتاج الشوكولاتة التي نستهلكها. في الكونغو يعمل الأطفال في مناجم الكولتان، وهي المادة الخام التي نحتاجها لهواتفنا الذكية الجديدة. واحد من بين كل ثلاثة شواهد قبور في ألمانيا مصدره الهند، حيث يكدح 150 ألف طفل في المحاجر.
يمكننا تغيير ذلك بقانون سلسلة التوريد. تدعم 50 شركة مشهورة مثل هذا القانون في ألمانيا. وقد وقّع ما يقرب من 200 ألف شخص على طلب وضع قانون لهذا الغرض. فقط علينا تنفيذ ذلك الآن. لا ينبغي لأي رجل أعمال أن يقف ليقول: لم أفعل شيئاً حقيقيًا ضد عمل الأطفال والرق في سلسلة التوريد الخاصة بي.
يمكن لكل واحد منا أن يفعل شيئًا بشأن عمالة الأطفال في المرة القادمة التي نتسوق فيها، وذلك على سبيل المثال من خلال شراء ملاءات سرير أو قمصان عليها ختم النسيج الأخضر، أو الحرص على شراء شوكولاتة يتسم إنتاجها بالعادل أو موز تمت زراعته بطريقة عادلة.
مصدر النص: وزارة التعاون الإنمائي الألمانية
الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام