مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية
معالجة ألمانيا ماضيها الاستعماري
إن أولئك الذين يعرفون ماضيهم ويتأملونه، هم وحدهم القادرون على استخلاص دروس للمستقبل وإقامة شراكات عالمية قوية. ليس هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل معالجة ألمانيا الشاملة لماضيها الاستعماري قضية مهمة بالنسبة للحكومة الألمانية ووزارة الخارجية الألمانية.
وتحقيقًا لهذه الغاية، دعمت وزارة الخارجية الألمانية عمل فريق بحث دولي. حيث نظروا معًا في دور وزارة الخارجية، التي كان قسم المستعمرات السابق بها مسؤولًا بشكل مباشر عن الحكم الاستعماري الألماني في أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا من عام 1890 إلى عام 1907. ونشأ منه "إدارة مستعمرات الرايخ الألماني" في عام 1907. إن دراسة السياسة الاستعمارية الألمانية وعواقبها على السياسة الخارجية في العقود التالية تم نشرها الآن في مجلد بعنوان "وزارة الخارجية الألمانية والمستعمرات. التاريخ والذاكرة والإرث ".
يوضح الباحثون: تتحمل وزارة الخارجية، كمؤسسة، مسؤولية مشتركة عن العنف والجريمة في المستعمرات الألمانية.
"لا يمكن أن نغير ماضينا. ولكن يمكننا أن نتأمل تاريخنا في ضوء معرفتنا الحالية - وأن نستخلص، بالتعاون مع شركائنا، دروسًا للحاضر وللمستقبل". - وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في 6 يونيو/حزيران 2024 خلال عرض مجلد "وزارة الخارجية الألمانية والمستعمرات. التاريخ والذاكرة والإرث “.
المعالجة من خلال الحوار
ومن أجل التغلب على أشكال امتداد أثر الحقبة الاستعمارية، فمن المهم أن نتحدث مع بعضنا البعض وأن نستمع لبعضنا البعض، وأيضاً من أجل اكتساب وجهات نظر غير أوروبية مركزية. ويجب إعادة تعريف هذا الحوار في كل سياق، ويتطلب هذا الحوار مساحة ووقت بشكل مختلف، لأن التجارب الاستعمارية تختلف أيضًا باختلاف المجتمعات والمجموعات السكانية.
في كثير من الحالات، يكون الحوار مع الدول التي تأثرت بالإجراءات الاستعمارية الألمانية مازال في بدايته. لا يمكن تحقيق هذه الخطوات إلا معًا. ويشمل ذلك المجتمعات المدنية المتضررة بالإضافة إلى ممثلين عن من يعيشون في الشتات، وكذلك ممثلين عن العلماء، بالإضافة إلى شركاء حكوميين.
إن التعامل بصدق وصراحة مع الماضي ينطوي على تسمية المظالم المرتكبة باسمها، والاعتراف بها: خلال رحلته إلى تنزانيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، طلب الرئيس الألماني شتاينماير الصفح عن الجرائم الاستعمارية الألمانية في "شرق إفريقيا الألمانية" السابقة. وكررت وزيرة الدولة كاتيا كيول طلب العفو هذا خلال رحلتها إلى تنزانيا في مارس/آذار 2024 في حفل تذكاري في موشي. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، خلال خطاب ألقته في دوالا، وصفت أيضًا إعدام الملك رودولف دوالا مانغا بيل وأدولف نجوسو دين في مستعمرة "الكاميرون" الألمانية آنذاك بأنه ظلم استعماري. يعد الإعلان المشترك الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى في عام 2021 عنصرًا مهمًا على طريق المصالحة مع ناميبيا بعد الفظائع التي ارتكبت فيما كان يُعرف آنذاك باسم "جنوب غرب إفريقيا الألماني"، والتي أدت إلى الإبادة الجماعية ضد قبيلتي هيريرو وناما. في خطابه خلال الجنازة الرسمية للرئيس الناميبي السابق هيج جينجوب في فبراير/ شباط 2024، أوضح الرئيس الألماني شتاينماير أن ألمانيا تظل ملتزمة بالمعالجة التاريخية لهذه الجرائم.
تلتزم العديد من الجهات الفاعلة على المستوى الاتحادي ومستوى الولايات والمستوى المحلي بمعالجة ماضي ألمانيا الاستعماري.
تنشط وزارة الخارجية الألمانية في المجالات التالية:
تدعم وزارة الخارجية الألمانية إعادة الرفات البشرية والأصول الثقافية من السياق الاستعماري. ومن الأمثلة البارزة على ذلك عودة البرونزيات البنينية إلى نيجيريا. عادة ما يتم تنفيذ عمليات الإرجاع نفسها من قبل الولايات والبلديات باعتبارها الحائزة لتلك المجموعات. تعتبر نقطة الاتصال الخاصة بعناصر مجموعات المقتنيات التاريخية من السياقات الاستعمارية بمثابة نقطة الاتصال الأولى لجميع الأسئلة حول عناصر المجموعات من السياقات الاستعمارية في ألمانيا.
توفر وزارة الخارجية الألمانية والبعثات الدبلوماسية الألمانية في المناطق الاستعمارية السابقة معلومات حول تاريخ وتراث الفترة الاستعمارية، وتدعم إقامة المعارض والفعاليات الثقافية وتتيح تقديم برامج التبادل للمبدعين الثقافيين، أو مبادرات المجتمع المدني للتعليم والمعالجة المشتركة. هذه هي الطريقة التي نعزز بها التعاون والتبادل بين الناس.
تعمل وزارة الخارجية الألمانية على تشجيع البحث العلمي المستقل لمعالجة ماضي ألمانيا الاستعماري. منذ عام 2022، قدم برنامج المنح البحثية "الحكم الاستعماري الألماني" - برنامج المنح الدراسية للبحث التعاوني، بتمويل من وزارة الخارجية الألمانية وبتنسيق من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD، مساهمة مهمة في توسيع الشراكات البحثية والتقييم النقدي للماضي الاستعماري لألمانيا، حيث قام شباب الباحثات والباحثين من بوروندي والكاميرون وناميبيا ورواندا وتنزانيا والفلبين بدراسات عن دور وزارة الخارجية والسلطات الألمانية الأخرى خلال الفترة الاستعمارية الألمانية. يعزز برنامج المنح التعاوني، على وجه التحديد، التعرف على وجهات النظر في مجتمعات المستعمرات السابقة حول الماضي الاستعماري الألماني.
تتم معالجة الماضي الاستعماري أيضًا من خلال مشاريع الحفاظ على الثقافة، وإتاحتها للأشخاص في البلدان المعنية وللجمهور الألماني.
وكجزء من المعالجة التي تتسم بالنقد الذاتي لدورها، ستقوم وزارة الخارجية الألمانية أيضًا بالتوسُّع في التعليم والتدريب لدبلوماسييها حول موضوع ماضي ألمانيا الاستعماري.