"بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف على سقوط نظام الأسد، فإن الفرصة التاريخية لمستقبل أفضل وأكثر سلمية والخوف من الانزلاق إلى عنف جديد وعدم استقرار أصبحا بالنسبة للشعب السوري قريبين بشكل لا يصدق. إن المجازر المروعة التي ارتكبت بحق العلويين قبل أسبوع توضح مدى الحاجة الملحة إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو الإدماج السياسي لجميع السوريين، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس. ويتضمن ذلك قيام الحكومة الانتقالية بمعالجة التصعيد الأخير للعنف، ومنع وقوع المزيد من العنف وأعمال الانتقام بشكل فعال، وكذلك وضع خطة قابلة للتطبيق للعدالة الانتقالية، حيث لن يتسنى تحقيق السلام الدائم في سوريا إلا من خلال إشراك كافة فئات السكان بشكل كاف في عملية التحول الوطني. 

 

إن إعادة بناء سوريا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لا يمكن وصفها بأقل من مهمة ضخمة. من خلال مؤتمر بروكسل حول سوريا، نريد أن ندعم البلاد على هذا المسار الصعب، حيث يتعلق الأمر بعدم تفويت الفرصة لتحقيق انتقال سياسي شامل، وفي الوقت نفسه إعداد الأرضية اللازمة لإجراءات إعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي. ومن خلال هذا المؤتمر فإن المجتمع الدولي يوضح أننا لن نترك السوريين وحدهم في هذه العملية."

 "لقد اتخذت الحكومة الانتقالية السورية العديد من الخطوات في الاتجاه الصحيح، ولكن الوضع في البلاد لا يزال هشًا للغاية. ولكي تنجح عملية الانتقال، فمن المهم أيضاً أن يتم بسرعة توفير تحسينات ملحوظة للسكان. لقد صاغت ألمانيا، إلى جانب جهات مانحة أخرى، توقعاتها بشأن الدعم المقدم لسوريا بشكل واضح: يجب أن تشمل سوريا الجديدة جميع المجموعات الاجتماعية والدينية. يجب التحقيق في المذبحة التي لا تُغتَفر التي ارتكبت بحق المدنيين قبل أكثر من أسبوع، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة. إن سوريا لديها الآن فرصة تاريخية لتحقيق التنمية السلمية والمستقرة. وعلى الرغم من كل المخاطر، فمن الخطأ ألا نبذل كل ما في وسعنا الآن لدعم مثل هذا التطور."