"بعد نهاية الحكم السلطوي لنظام الأسد ومآسي الحرب الأهلية، يرغبُ الشعب السوري أخيرًا في المشاركة في صياغة المستقبل السياسي لبلده. إنّ انتخابات الجمعية الوطنية السورية تُعدّ خطوة أولى مهمة نحو مشاركة سياسية أوسع. ومن الجدير بالتقدير أنّه بعد بضعة أشهر فقط من انتهاء الحرب الأهلية، بدأ مسارٌ سياسي يقوم على المشاركة والتغيير المؤسسي.

من المهم أن يتمكّن الناس في جميع أنحاء سوريا من المشاركة في الانتخابات، لذلك يجب استكمال عملية اختيار أعضاء الجمعية الوطنية في المناطق التي لم تُجرَ فيها الانتخابات بعد – في محافظات الحسكة والرقة والسويداء. ويُشترط لذلك التوصل إلى اتفاق بين دمشق والسلطات في شمال شرق سوريا والسويداء بشأن الوضع المستقبلي لهذه المحافظات. وعلى جميع الأطراف إبداء الاستعداد لقبول الحلول الوسط، بما يخدم وحدة الأراضي السورية.

تواصل ألمانيا دعمها لعملية سياسية شاملة في سوريا تشمل جميع المكونات الاجتماعية والدينية في البلاد. ومن ثمّ، من الأهمية بمكان أن تمثل الجمعية الوطنية جميع فئات المجتمع السوري المتنوع.

تؤكد ألمانيا استعدادها لمواصلة مرافقة عملية الانتقال في سوريا عن كثب، ومساعدة السوريات والسوريين في تحقيق تطلّعهم إلى مستقبل سلمي قائم على الإرادة الحرة.

كما تعمل الحكومة الألمانية على دعم إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد السوري. وتشمل الخطط الخاصة بإعادة إعمار سوريا القيام بإجراءات في مجالات الصحة، والبنية التحتية، والتعليم، والمياه، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز الإدارة وسيادة القانون. وفي الوقت نفسه، يجري دعم المجتمع المدني لتعزيز مشاركته في عملية الانتقال السياسي."