إن حجم الزلزال، الذي أودى بحياة ما يقرب من 50 ألف شخص حتى الآن، لا يمكن تصديقه ومؤسف للغاية، حتى من مسافة بعيدة. وراء كل ضحية مصير، وأفراد أسرة مفجوعون وثكلى بائسون. إننا في جميع أنحاء ألمانيا نشاطر الأقارب والمصابين وأولئك في تركيا وسوريا الذين أصبحوا بلا مأوى نتيجة الهزات الأرضية مأساتهم. أنا وزميلتي نانسي فيزر نسافر إلى المنطقة لنوضح للناس أن تعاطفنا لن يقتصر على الكلمات، ولن يتضاءل حتى لو حلت مكان الكارثة وعواقبها عناوين أخرى في الأخبار. نحن نعلم أن إعادة الإعمار ستتطلب قوة وطاقة هائلة من الناس في المنطقة. بعد الدعم العملي السريع للغاية الذي قدمته الحكومة الألمانية فور وقوع الزلزال عن طريق إرسال فرق الإنقاذ، ونقل إمدادات الإغاثة، وتسهيل متطلبات التأشيرة ونقطة قبول التأشيرة المتنقلة، نريد الآن الوقوف على الوضع معًا، والاستماع إلى المتضررين ونرى كيف يمكننا الاستمرار في المساعدة بأفضل طريقة ممكنة والقيام بدورنا لمنح الناس أملًا مرة أخرى. بالطبع، نحن ندرك تمامًا أن شروط البدء من جديد في تركيا وسوريا مختلفة تمامًا - لأسباب ليس أقلها النزاع المستمر في سوريا وحقيقة أن النظام السوري يستغل جهود المساعدات الدولية لأغراضه الخاصة. وحتى لو كانت طرق ووسائل المساعدة مختلفة جدًا لهذا السبب: فإن تضامننا مع المتضررين ليس مرتبط بها- بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه

نسافر إلى تركيا اليوم لإظهار تضامننا الصادق مع عشرات الآلاف من ضحايا الزلزال المدمر. نريد العمل على تنسيق مساعدتنا الإضافية ودعمنا قدر الإمكان. إن رؤية الدمار الهائل والمعاناة التي سببها هذا الزلزال في تركيا وسوريا أمر يكسر قلوبنا. كان من المهم جدًا بالنسبة لنا كحكومة ألمانية تقديم مساعدة فورية وشاملة
 بالتنسيق الوثيق مع السلطات التركية. قام عمال الإنقاذ من وكالة الإغاثة الفنية THW والشرطة الألمانية ومنظمة البحث والانقاذ الدولية في ألمانيا International Search and Rescue Germany ، الذين يتمتعون بالخبرة في مناطق الزلزال، بكل شيء لإنقاذ الأرواح وإخراج أولئك الذين ما زالوا تحت الأنقاض.
يحتاج الناجون الذين فقدوا كل شيء إلى ملاجئ مخصصة تحمي من فصل الشتاء بسرعة. هذه هي المساعدة الأكثر إلحاحًا التي يمكننا تقديمها محليًا في الوقت الحالي. جلب الجيش الألماني أكثر من 340 طناً من المواد المساعدة إلى تركيا من خلال 20 رحلة جوية. هي على وجه الخصوص إمدادات المساعدات المقدمة من THW ، ولكن أيضًا من الشرطة الألمانية ووزارة الصحة الألمانية ومختلف الولايات الألمانية ، التي تظهر التضامن والدعم. اليوم ينقل سلاح الجو مرة أخرى 13 طنًا من إمدادات الإغاثة ، بما في ذلك 100 خيمة و 400 سرير مخيم وأكثر من 1000 كيس نوم إلى تركيا. تتكون إمدادات الإغاثة التي قدمتها THW لشمال غرب سوريا من 73 طنًا، خاصة الخيام والبطانيات والمدافئ والمولدات.
كل هذا يعد أيضًا عمل من أعمال التضامن الأوروبي والمساعدة في أوقات الأزمات. أظهرت إجراءات الحماية المدنية الأوروبية أن عددًا كبيرًا من البلدان يمكنها الاستجابة بسرعة وبشكل غير بيروقراطي وعلى نحو هادف إزاء الكوارث الطبيعية في حالات الأزمات ودعم بعضها البعض في تضامن.